كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

الشرح:
الكنية -بضم الكاف-: سميت بذلك؛ لأنها تورية عن اسمه، وفي كتاب الخليل: الصواب: يكنى بأبي عبد الله، ولا تقل يكنى بعبد الله (¬1). وكذا في البخاري: لا نكنيك بأبي القاسم. كما أوردناه.
واختلف في هذا الحديث: فقيل: نهي عن الجمع بين الاسم والكنية. وقيل: المنع في حياته للإيذاء كما وقع في زمنه. كما أخرجه الترمذي (¬2)، وأبعد بعضهم فمنع التسمية بمحمد، روى سالم بن أبي الجعد: كتب عمر - رضي الله عنه - إلى أهل الكوفة: لا تسموا باسم نبي. واعتل بحديث أبي داود: ثَنَا الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس (رفعه) (¬3): "تسمون أولادكم محمدًا ثم تلعنوهم" (¬4). ومنهم من رخص في الجمع. قال علي: يجمع بينهما. وكنى ولده محمد بن الحنفية بذلك، فرخص له - عليه السلام - فيه، وسمى مالك ابنه محمدًا وكناه أبا القاسم، وكذا طلحة في ولده محمد.
وقال الطبري: يحمل النهي على الكراهة دون التحريم. وصحح الأخبار كلها ولا تعارض ولا نسخ، وكان إطلاقه لعلي في ذَلِكَ إعلامًا منه (أمته) (¬5) جوازه مع الكراهة، وترك الإنكار دليل عليه، وذكر الطبري عن طائفة المنع، وروى ابن سيرين قال: كان مروان بن
¬__________
(¬1) "العين" 5/ 411.
(¬2) الترمذي (2841).
(¬3) من (ص2).
(¬4) رواه الحاكم 4/ 293 من طريق أبي داود الطيالسي، وقال: تفرد به الحكم بن عطية، عن ثابت.
(¬5) من (ص2).

الصفحة 609