كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

خامسها:
حديث أَبِي مُوسَى قَالَ: وُلِدَ لِي غُلَامٌ، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فَسَمَّاهُ إِبْرَاهِيمَ، فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ .. الحديث.
سادسها:
حديث المُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ: انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ. رواه أبو بكرةَ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
هذِه الأحاديث دالة على ما ترجم له، وهو التسمية بأسماء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وقد قال سعيد بن المسيب: أحب الأسماء إلى الله أسماء الأنبياء (¬1). وهذا يرد قول من كره التسمية بأسماء الأنبياء، وهي رواية جاءت عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - من طريق قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عنه كما سلف.
وذكر الطبري أن حجة هذا القول حديث الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس السالف أيضًا، والحكم هذا ضعيف، ذكره البخاري في الضعفاء وقال: كان أبو الوليد يضعفه (¬2). وليس معناه -لو صح- بمانع أن يتسمى أحد باسم محمد، فقد أطلق ذَلِكَ وأباحه بقوله: "تسموا باسمي" وسمى ابنه باسم إبراهيم الخليل، وإنما فيه النهي عن أن يسمي أحد ابنه محمدًا ثم يلعنه.
فصل:
ضبط مرضعًا بالضم على أنه اسم فاعل من أرضع، وبالفتح على أن له رضاعًا، قال في "الصحاح": امرأة موضع أي: لها ولد ترضعه، فإن
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" 5/ 264 (25901).
(¬2) "الضعفاء الصغير" ص 31 (69).

الصفحة 617