كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

وأما "أخنع" فمعناه: أذل وأوضع، يقال: خنع خنوعًا إذا تواضع وذل، وقيل: (خضع) (¬1).
وعبارة صاحب "الأفعال": إذا ذل وأعطى الحق من نفسه (¬2)، فعاقب الله من طلب الرفعة في الدنيا بما لا يحل له من صفات ربه بالذل يوم القيامة، كما جاء في الحديث أن المتكبرين يحشرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأقدامهم (¬3).
فصل:
وشاهنشاه بالفارسية: هو ملك الملوك، وقد روى سفيان عن ابن أبي نجيح عن (مجاهد) (¬4) قال: "أكره الأسماء إلى الله ملك الأملاك". (وإنما كان ملك الأملاك) (¬5) أبغض إلى الله تعالى وأكره إليه أن يسمى به مخلوق؛ لأنه صفة الله، ولا تليق بمخلوق صفات الله ولا أسماؤه، ولا ينبغي أن يتسمى أحد بشيء من ذَلِكَ؛ لأن العباد لا يوصفون إلا بالذل والخضوع والعبودية، وقد سلف حديث عطاء عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: "لا تسموا أبناءكم حكمًا ولا أبا الحكم؛ فإن الله هو الحكيم العليم" (¬6).
¬__________
(¬1) في الأصل: (خنع) وانظر "أعلام الحديث" 3/ 2216.
(¬2) "الأفعال" ص202.
(¬3) رواه بنحوه الترمذي (2492)، وأحمد 2/ 179 من طريق عمر بن شعيب عن أبيه، عن جده، عن النبي.
(¬4) في (ص2): (جابر).
(¬5) من (ص2).
(¬6) سبق تخريجه.

الصفحة 629