كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

وقال الهروي: إنه في حديث عمران بن الحصين (¬1).
وقوله: (وظن أنها صادقة). أي: بما ورت به من استراحة الحياة وهدوء النفس من تعب العلة وهي صادقة في الذي قصدته. ولم تكن صادقة فيما ظنه أبو طلحة، وفهمه من ظاهر كلامها، ومثل هذا لا يسمى كذبًا على الحقيقة.
وقوله في النساء "القوارير" شبههن بها؛ لأنهن عند حركة الإبل بالحداء وزيادة مشيها به، يخاف عليهن السقوط فيحدث لهن ما يحدث بالقوارير من التكسر. وكذلك قوله: "إنه لبحر". شبه جريه بالبحر الذي لا ينقطع، أي: واسع الجري واسمه مندوب.
فهذا كله أصل في جواز المعاريض واستعمالها فيما يحل ويحرم، ونحو هذا ما روي عن ابن سيرين أنه قال: كان رجل من باهل عيونًا فرأى بغلة شريح فأعجبته، فقال له شريح: إنها إذا ربضت لم تقم حَتَّى تقام. يعني أن الله تعالى هو الذي يقيمها بقدرته. فقال الرجل: أف أف. يعني: استصغرها. والأف تقال للنتن.
¬__________
(¬1) حديث عمران بن حصين رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" 4/ 287، وابن أبي شيبة 5/ 283 (26087)، والبخاري في "الأدب المفرد" (857)، والطبراني 18 (201)، والبيهقي في "السنن" 10/ 199، وفي "الشعب" 4/ 203 - 204 (4794) من طريق قتادة عن مطرف بن عبد الله عن عمران بن حصين موقوفًا. وهو الصحيح؛ صححه البيهقي، والألباني في تعليقه على "الأدب المفرد" (857). ورواه ابن عدي في "الكامل" 3/ 567، والقضاعي في "مسند الشهاب" 2/ 119 - 120 (1011)، والبيهقي في "السنن" 10/ 199 من طريق قتادة عن زرارة بن أوفي عن عمران بن حصين مرفوعًا.
وهو ضعيف؛ ضعفه البيهقي في "الشعب" 4/ 204، والألباني في "الضعيفة" (1094).

الصفحة 637