كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

نأتي إبراهيم النخعي وكان مختفيًا من الحجاج، فكنا إذا خرجنا من عنده يقول لنا: إن سئلتم عني وحلفتم فاحلفوا بالله ما تدرون أين أنا ولا لنا به علم ولا في أي موضع هو واعنوا أنكم لا تدرون في أي موضع أنا فيه: قاعد أو قائم، فتكونون قد صدقتم.
قال عقبة: وأتاه رجل فقال: إني آت الديوان، وإني اعترضت على دابة وقد نفقت، وهم يريدون أن يحلفوني بالله أنها هذِه التي اعترضت عليها، فكيف أحلف؟ قال إبراهيم: اركب دابة واعترض عليها. يعني: يظنك راكبًا ثم احلف بالله أنها الدابة التي اعترضت تعني بظنك.
وعاتبت إبراهيمَ النخعي امرأتُه في جاريةٍ له وبيده مروحة فقال: أُشْهِدُتكُم أنها لها. وأشار بالمروحة، فلما خرجنا من عنده فقال: على أي شيء أشَهدتُكم؟ قالوا: على الجارية. قال: ألم تروني أشير بالمِروحة (¬1).
وسئل النخعي عن رجل مر بعشار فادعى حقًا فقال: احلف بالمشي إلى بيت الله ماله عندك شيء واعن مسجد حيِّك (¬2). وقال رجل لإبراهيم: إن السلطان أمرني أن آتي مكان كذا وكذا، وأنا لا أقدر على ذَلِكَ المكان فكيف الحيلة؟ قال: قل: والله ما أبصر إلا ما سددني غيري. يعني: إلا ما بصرني ربي (¬3).
وفي الباب تأليف مفرد لابن دريد (سماه "الملاحن"، فمنه: والله ما سأل فلانًا وما رأيت فلانًا ولا كلمته. أي: ما ضربت رئته وما جرحته.
¬__________
(¬1) رواه الطبري في "تهذيب الآثار" مسند علي ص 140 - 141 (230).
(¬2) رواه الطبري في "تهذيب الآثار" (231).
(¬3) رواه الطبري (233).

الصفحة 639