كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 28)

رواه عبد العزير بن صهيب وثابت البناني وقتادة عن أنس، وهو خلاف ما رواه الزهري عنه فوجب القضاء للجماعة على الواحد إذا خالفها مع ما يشهد للجماعة من حديث ابن عمر. قال المهلب وقد يتأول للزهري ما ينفي الوهم عنه، وإن كان الوهَم أظهر، وذلك يحتمل أن يكون - عليه السلام - لما عزم على إطراح خاتم الذهب اصطنع خاتم الفضة؛ لأنه لا يستغني عن الختم على الكتب للعمال إلى البلدان وأجوبتهم وقواد السرايا، فلما لبسه أراد الناس ذلك اليوم أن يصطنعوا مثله، فطرح عند ذلك خاتم الذهب، فطرح الناس خواتيم الذهب (¬1). وما ذكره ليس بظاهر.
فصل:
قال أبو داود: لم يختلف الناس على عثمان حتى سقط الخاتم من يده (¬2).
فصل:
في فصه: روى ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أنس قال: كان خاتم النبي - صلى الله عليه وسلم - من ورق، وكان فصه حبشيًّا ولا تضاد فكان له واحد من فضة وآخر فصه حبشي. وكذا قال الخطابي: كان له خاتمان أحدهما فصه منه كراهية التزين ببعض الجواهر التي تميل إليها النفوس، وكان فص الآخر حبشيًّا، وذلك مما لا بهجة له ولا زينة.
(قلت: وفي "الطبراني الكبير" عن معيقيب قال: كان خاتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حديد ملوي عليه فضة (¬3).
¬__________
(¬1) "شرح ابن بطال" 9/ 130.
(¬2) "سنن أبي داود" (4218).
(¬3) "المعجم الكبير" 20/ 352.

الصفحة 70