كتاب تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري

فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بعبادان، فصرت إليه، فأخذ بيدى فأدخلني بيتاً فإذا قومٌ من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت: يا شيخ من حدثك، فقال: لم يحدثني أحد، ولكنَّا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن. 1
الثاني: أخرج الحافظ ابن حبان بإسناده إلى أبي نصر بن حماد الورَّاق البجلى قال: "كنا بباب شعبة بن الحجاج ومعي جماعة نتذاكر السُّنَّة فقلت: حدثنا إسرائيل، عن أبى اسحاق، عن
عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فأحسن الوضوء دخل من أيِّ أبواب الجنة شاء". 2
فخرج شعبة وأنا أحدث بهذا الحديث، فصفعني ثم قال: يا مجنون، سمعت أبا اسحاق يحدِّث عن عبد الله بن عطاء، عن عقبة بن عامر فقلت: يا أبا اسحاق سمعتَ عبد الله بن عطاء يحدِّث عن عقبة ابن عامر قال: سمعت عبد الله بن عطاء، قلت: عبد الله بن عطاء سمع عقبة بن عامر فقال: أسكت، فقلت: لا أسكت، فالتفت إليَّ مِسعر بن كِدَام فقال: يا شعبة عبد الله بن عطاء حيٌّ بمكة، فخرجت إلى
__________
1 انظر: الكفاية للخطيب البغدادي ص: 401، والموضوعات لابن الجوزي 1 / 241 – 242.
2 لم أجده بهذا اللفظ فيما اطلعت عليه من المصادر، وروى الترمذي عن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوَّابين، واجعلني من المتطهِّرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيِّها شاء". 1 / 77 –78 كتاب الطهارة – باب فيما يقال بعد الوضوء. وانظر: طرق الحديث وتخريجه في إرواء الغليل للألباني 1 / 134 ح 96.

الصفحة 43