كتاب مرويات غزوة الحديبية جمع وتخريج ودراسة

وفيهم عمر، واستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "افعلوا ما كنتم تفعلون" ففعلنا قال: "كذلك فافعلوا لمن نام أو نسي": قال: فضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فطلبتها فوجدت حبلها قد تعلق بشجرة فجئت بها فركب فسرنا.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي اشتد ذلك عليه، وعرفنا ذلك فيه فتنحى منتبذاً1 خلفنا فجعل يغطي رأسه ويشتد عليه حتى عرفنا أنه قد أنزل عليه، فأتانا وأخبرنا أنه إنما أنزل عليه {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا} 2.
وأخرجه أحمد3، وابن أبي شيبة4 كلاهما عن محمد بن جعفر عن شعبة به.
وأخرجه البزار5 عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر به، كلهم لنحو لفظ النسائي.
سند هذا الحديث صحيح، رجاله رجال الصحيحين ما عدا عبد الرحمن بن أبي علقمة، ولم يطعن فيه أحد6، وقد ذكره ابن حبان7 في ثقات التابعين، وقال الهيثمي8 عن الحديث: رجاله موثقون، وابن أبي علقمة من جملتهم، وقال الألباني9 عن الحديث: إسناده صحيح.
وقد أخرج النسائي وغيره الحديث من طريق المسعودي عن جامع ابن شداد بسياق آخر:
(152) قال النسائي: أخبرنا سويد10 بن نصر قال: أنا عبد الله11 عن
__________
1 منتبذاً: متنحياً، والانتباذ: التنحي. ترتيب القاموس 4/311.
2 السنن الكبرى، لوحة: 119.
3 مسند أحمد 1/464.
4 تاريخ ابن أبي شيبة، لوحة: 56.
5 كشف الأستار عن زوائد البزار 1/202.
6 انظر ترجمته في: الجرح والتعديل 2/2/273، تهذيب الكمال 2/ لوحة: 805، تهذيب التهذيب 6/233.
7 الثقات 5/106.
8 مجمع الزوائد 1/319.
9 إرواء الغليل 1/293.
10 سويد بن نصر بن سويد المروزي، أبو الفضل، لقبه الشاه راوية ابن المبارك ثقة، مات سنة أربعين ومائتين: ت، س. تقريب: 141.
11 هو: عبد الله بن المبارك.

الصفحة 243