عن سعيد1 بن المسيب عن أبيه2 قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ألفاً وأربعمائة3.
والحديث أخرجه البيهقي4 من طريق يحيى بن معين به نحوه.
رجال هذا الإسناد رجال الصحيحين، ولا تضره عنعنة قتادة؛ لأن أصله في الصحيح من حديث البراء وجابر ومعقل بن يسار وسلمة بن الأكوع السابق.
(د) ما ورد في التحديد بألف وخمسمائة:
(28) قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد العزيز ابن مسلم حدثنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "عطش الناس يوم الحديبية، والنبي صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة5 فتوضأ فجهش6 الناس نحوه، فقال: مالكم؟ قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة فجعل الماء يثور7 بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا قلت: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا كان خمس عشرة مائة"8.
وأخرجه9 من طريق محمد بن فضيل عن حصين عن سالم به نحوه، وعنده "فجعل الماء يفور ... ".
__________
1 سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عابد بن عمران بن محزوم القرشي المخزومي، أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار، اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل، وقال ابن المديني: لا أعلم في التابعين أوسع علماً منه، مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين: ع. تقريب: 126.
2 المسيب بن حزن - بفتح المهلمة وسكون الزاي - ابن وهب المخزومي، أبو سعيد له ولأبيه صحبة، عاش إلى خلافة عمر رضي الله عنه: خ، م، د، س. تقريب: 337.
3 تاريخ يحيى بن معين 1/321.
4 دلائل النبوة 2/214.
5 الركوة: إناء صغير يشرب فيه الماء والجمع ركاء. النهاية 2/261.
6 الجهش: أن يفزع الإنسان إلى الإنسان ويلجأ إليه. النهاية 1/322.
7 يثور: ينبع بقوة وشدة. النهاية 1/228.
8 صحيح البخاري مع الفتح، كتاب المناقب: 3576.
9 صحيح البخاري مع الفتح، كتاب المغازي: 4152.