كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 29)

- وفي رواية: «عن عُبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما، أنه أخبره؛ أن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم , كتب إلى قيصر يدعوه إلى الإسلام، وبعث بكتابه إليه مع دحية الكلبي، وأمره رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم أن يدفعه إلى عظيم بصرى ليدفعه إلى قيصر، وكان قيصر لما كشف الله عنه جنود فارس، مشى من حمص إلى إيلياء شكرا، لما أبلاه الله، فلما جاء قيصر كتاب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم قال حين قرأه: التمسوا لي هاهنا أحدا من قومه لأسألهم عن رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم. قال ابن عباس: فأخبرني أَبو سفيان بن حرب، أنه كان بالشام، في رجال من قريش، قدموا تجارا في المدة التي كانت بين رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم , وبين كفار قريش، قال أَبو سفيان: فوجدنا رسول قيصر ببعض الشام، فانطلق بي وبأصحابي، حتى قدمنا إيلياء، فأدخلنا عليه، فإذا هو جالس في مجلس ملكه، وعليه التاج، وإذا حوله عظماء الروم، فقال لترجمانه: سلهم أيهم أقرب نسبا إلى هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ قال أَبو سفيان: فقلت: أنا أقربهم إليه نسبا، قال: ما قرابة ما بينك وبينه؟ فقلت: هو ابن عمي، وليس في الركب يومئذ أحد من بني عبد مناف غيري، فقال قيصر: أدنوه، وأمر بأصحابي فجعلوا خلف ظهري عند كتفي، ثم قال لترجمانه: قل لأصحابه: إني سائل هذا الرجل عن الذي يزعم أنه نبي، فإن كذب فكذبوه، قال أَبو سفيان: والله، لولا الحياء يومئذ من أن يأثر أصحابي عني الكذب، لكذبته حين سألني عنه، ولكني استحييت أن يأثروا الكذب عني، فصدقته، ثم قال لترجمانه: قل له: كيف نسب هذا الرجل فيكم؟ قلت: هو فينا ذو نسب، قال: فهل قال هذا القول أحد منكم قبله؟ قلت: لا، فقال: كنتم تتهمونه على الكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلت: لا، قال: فهل كان من آبائه من ملك؟ قلت: لا، قال: فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ قلت: بل ضعفاؤهم، قال: فيزيدون أم ينقصون؟ قلت: بل يزيدون، قال: فهل يرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلت: لا، قال: فهل يغدر؟ قلت: لا، ونحن الآن منه في مدة، نحن نخاف أن يغدر، قال أَبو سفيان: ولم يمكني كلمة أدخل

⦗٩⦘
فيها شيئًا أنتقصه به لا أخاف أن تؤثر عني غيرها،

الصفحة 8