كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 29)

وفي أخرى: لأجعلنك نكالًا (¬1). فكلها محموله على أن التقدير: لأفعلن بك هذا الوعيد إن بان أنك تعمدت كذبًا، وقوله: فهاه وإلا جعلتك عظة. أي: فهات (البينة) (¬2)، وضحك القوم من رؤيتهم فزع أبي موسى وخوفه من العقوبة مع أنهم قد أمنوا أن يناله عقوبة أو غيرها؛ لقوة حجته وسماعهم ما أنكر عليه في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد سلف طرف منه في البيوع (¬3).
فصل:
وقوله: {حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ} [النور: 28] أي: يأذن لكم أهلها بالدخول؛ لأنه لا ينبغي أن يدخل منزل غيره وإن علم أنه ليس فيه أحد حتى يأذن له صاحبه.
وقوله: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ} [النور: 29] قال مجاهد: كانت بيوتًا في طريق المدينة يجعلون فيها أمتعتهم (¬4)، وقيل: هي الخانات (¬5).
وقال عطاء: {فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ}: للخلاء والبول (¬6).
(فصل:
وسعيد بن أبي الحسن هذا هو: أخو الحسن البصري، تابعي
¬__________
(¬1) رواها البخاري في "الأدب المفرد" (1073).
(¬2) في الأصل: (السنة) والرواية عند مسلم (2153/ 35).
(¬3) راجع شرح حديث (2062).
(¬4) رواه الطبري 9/ 300 (25936 - 25939)، وابن أبي حاتم 8/ 2569 (14366).
(¬5) رواه الطبري 9/ 300 (25934: 25935) من قول محمد بن الحنفية، وقتادة ورواه ابن أبي حاتم 8/ 2569 (14365) من قول سعيد بن جبير.
(¬6) رواه الطبري 9/ 301 (25943)، وابن أبي حاتم 8/ 2570 (14370).

الصفحة 25