كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 29)

قال: وقوله: ("ثم علموا من السنة") أي: (جذرهم) (¬1) على ذلك ما جعل في قلوبهم.
وقوله: ("ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة") يعني: تقبض من قوم ثم قوم (ثم قوم) (¬2) شيئًا بعد شيء، ووقتًا بعد وقت، على قدر فساد الدين.
والأمانة الظاهر أن المراد بها: التكاليف اللاتي كلف الله بها عباده، والعهد الذي أخذه عليهم. وعبارة ابن التين في الفتن: الأمانة، إنها كل ما يخفى ولا يعلمه إلا الله من (المرء) (¬3). قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ} [الأحزاب: 72]. قال ابن عباس: هي الفرائض التي على العباد (¬4). وقيل: هي ما أمروا به ونهوا عنه، وقيل: هي الطاعة. (ونقله الواحدي عن أكثر المفسرين (¬5)، وقال صاحب "التحرير": الأمانة هنا هي المذكوره في الآية، وهي غير الإيمان, فإذا استمكنت في قلب العبد قام بأداء التكاليف) (¬6).
وقوله: ("فيظل أثرها") أي: فيصير. وقال الداودي: يعني: يبقى ويقيم، وفي "الصحاح": (ظلت) (¬7) أعمل كذا -بالكسر- إذا عملته بالنهار دون الليل، ومنه قوله تعالى: {فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ} (¬8) [الواقعة: 65].
¬__________
(¬1) في (ص2): (حداهم).
(¬2) من (ص2).
(¬3) في الأصل: المبسوط.
(¬4) رواه الطبري في "تفسيره" 10/ 339.
(¬5) "الوسيط" 3/ 484.
(¬6) من (ص2).
(¬7) في الأصل: ظللت، والمثبت من (ص2).
(¬8) "الوسيط" 3/ 484.

الصفحة 566