36 - باب الرِّيَاءِ وَالسُّمْعَةِ
6499 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ. وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ جُنْدَبًا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -وَلَمْ أَسْمَعْ- أَحَدًا يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - غَيْرَهُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - «مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ». [7152 - مسلم: 2987 - فتح: 11/ 335].
ذَكَرَ فيهِ حَدِيث جندب - رضي الله عنه -: "مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللهُ بِهِ".
معناه: من سمع بعمله الناس، وقصد به اتخاذ الجاه والمنزلة عندهم، ولم يرد به وجه الله؛ فإن الله يسمع به خلقه، أي: يجعله حديثًا عند الناس الذي أراد نيل المنزلة عندهم بعمله، ولا ثواب له في الآخرة عليه، وكذلك من راءى بعمله الناس راءى الله به، أي: أطلعهم على أنه فعل ذلك لهم، ولم يفعله لوجهه -عَزَّ وَجَلَّ-؛ فاستحق على ذلك سخط الله وأليم عقابه، فهذا على المجازاة، كقوله: {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ} [آل عمران: 54] وقوله: {مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [البقرة: 14، 15] وكذا: من عمل عملًا على غير إخلاص، يريد الرياء جوزي عليه بالشهرة والفضيحة، فيشتهر ما يبطن (قبل) (¬1)، وذلك أن يظهره عليه في القيامة، ويظهر عمله إن كان رياءً وسمعةً. وقد جاء في الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه يقال للعبد يوم القيامة: فعلت كذا وكذا ليقال، فقد قيل؛ اذهبوا به إلى النار (¬2).
¬__________
(¬1) من (ص2).
(¬2) يشير إلى حديث أبي هريرة: "إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه .. " الحديث. مسلم (1905)، كتاب: الإمارة، باب: من قاتل للرياء والسمعة استحق النار.