كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 29)

كهمس عن ابن بجينة المكي أن رجلاً جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أعطي الشيء من مالي، وأحب أن أؤجر عليه وأحمد؛ فلم يرد عليه شيئًا حتى نزلت: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا} الآية [الكهف: 11].
وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان - رضي الله عنه -: لو أن عبدًا دخل بيتًا في جوف بيت فأمن هناك عملًا يوشك الناس أن يتحدثوا به، وما من عامل يعمل إلا كساه رداء عمله، إن خيرًا فخير، وإن شرًّا فشر (رواه) (¬1) عن عوف، عن معبد الجهني، عنه. قال: وحدثنا محمد بن مسلم، عن عتبة (الراسبي) (¬2) الرام، عن أبي الجوزاء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أخبركم بأهل الجنة وأهل النار؟ أهل الجنة من ملئت مسامعه من الثناء الحسن وهو يسمع، وأهل النار من ملئت مسامعه من الثناء السيىء وهو يسمع" (¬3).
¬__________
(¬1) في الأصل: (راوية)
(¬2) في الأصول (عتبة الرام) غير منقوطة، والمثبت هو الصحيح من مصادر التخريج.
(¬3) رواه ابن المبارك في "الزهد" ص 154، من هذا الطريق مرسلاً، وقد رواه ابن ماجه (4224) موصولاً عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، به. وصححه الألباني في "الصحيحة" (1740).

الصفحة 579