كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 29)

ومن حديث نعيم بن مورق، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة مرفوعًا: "من تواضع لله رفعه الله، ومن تكبر وضعه الله" (¬1)، ومن حديث محمد بن طلحة بن يحيى بن طلحة، عن أبيه، (عن جده) (¬2)، عن طلحة بن عبيد الله بمثله مرفوعًا (¬3). وعن الحسن: قال رسول - صلى الله عليه وسلم -: "أوحى الله إلى أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد" (¬4). وروينا في "رقائق ابن المبارك"، عن معاذ بن جبل أنه قال: لن يبلغ ذروة الإيمان، حتى تكون الضعة أحب إليه من الشرف، وما قل من الدنيا أحب إليه مما كثر (¬5).
فصل:
قال الطبري: التواضع من المحن التي امتحن الله بها عباده المؤمنين؛ لينظر كيف طاعتهم فيها إياه، ولما علم تعالى من مصلحة خلقه في ذلك في عاجل دنياهم وآجل أخراهم، فمصلحة الدنيا به لو استعمله الناس لارتفع -والله أعلم- الشحناء بينهم والعدواة،
¬__________
(¬1) رواه الطبراني في "الأوسط" 5/ 139. عن نعيم بن مورع العنبري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعًا. قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 325: فيه: نعيم بن المورع العنبري، وقد وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات، وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب" (1910).
(¬2) من (ص2).
(¬3) رواه البزار كما في "كشف الأستار" (3605) وقال: لا نعلمه إلا بهذا الإسناد، قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 253: وفيه ممن أعرفه اثنان.
(¬4) رواه وكيع في "الزهد" (208)، وهو عند مسلم برقم (64/ 2865) عن الفضل بن موسى عن الحسين، عن مطر، عن قتادة، عن مطرف، عن عياض بن حمار مرفوعًا.
(¬5) "الزهد والرقائق" ص 52 برواية نعيم بن حماد.

الصفحة 588