كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 29)

نفس المؤمن جاء ملك الموت، فقال: السلام عليك يا ولي الله، الله يقرأ عليك السلام ثم ينزع بهذه الآية {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ} (¬1) [النحل: 32]. وفي حديث البراء - رضي الله عنه -: "لا تقبض روحه حتى يسلم عليه" (¬2). ولابن ماجه بإسناد جيد من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مرفوعًا: "إذا كان الرجل صالحًا قيل له: اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان، ورب راض غير غضبان، فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج" (¬3).
فصل:
المحبة والكراهية عبارة عما يحل في العبد من رضى أو سخط، قال الخطابي: واللقاء على وجوه منها: الرؤية، والمعاينة، والبعث، والنشور؛ لقوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللهِ} [الأنعام: 31] أي: بالبعث، ومنها الموت، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ} [الجمعة: 8]، وقوله: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللهِ} [العنكبوت: 5] أي: يخاف الموت (¬4).
فصل:
قوله: (فأشخص بصره إلى السقف). قيل: فيه دليل أنه كشف له عن مكانه في الجنة، وفيه: علم عائشة - رضي الله عنها - أنه يختار الأفضل.
¬__________
(¬1) رواه ابن المبارك في "الزهد" ص 149، والبيهقي في "الشعب" 1/ 361.
(¬2) رواه الحاكم في "المستدرك" 2/ 351 - 352، وصححه، قال الذهبي: عبد الله قال ابن عدي: مظلم الحديث، ومحمد، قال ابن حبان: لا يحتج به. اهـ كلام الذهبي.
(¬3) رواه ابن ماجه (4262)، وصححه الألباني في "صحيح الجامع" (1968).
(¬4) "أعلام الحديث" 3/ 2263.

الصفحة 604