كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 29)

فصل:
في "مسند أبي داود الطيالسي" إلى ما عزاه إليه القرطبي؛ وإن لم أره فيه من حديث لقيط بن عامر بن صبرة - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثم يلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصيحة، فلعمر إلهك ما تدع على ظهرها من شيء إلا مات، والملائكة الذين مع ربك (¬1) تطوف البلاد، وقد خلت عليه البلاد" (¬2) (¬3).
قال العلماء: وهذا تفهيم وتقريب إلى أن جميع من في الأرض يموت، وأن الأرض تبقى خالية، وليس يبقى إلا هو.
فصل:
في فناء الجنة والنار عند فناء جميع الخلائق قولان حكاهما القرطبي وغيره أحدهما: لا، ويبقيان ببقاء الله، والثاني: يفنيهما، ولا يبقى شيء سواه، وهو معنى قوله: {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ} (¬4) [الحديد: 3]، وإذا أفناهما فالمخلوق فيهما أولى بالفناء وغيره حكى قولًا ثالثًا بفناء النار فقط. ولا حاجة بنا إلى الخوض في ذَلِكَ.
فصل:
اختلف في عدد النفخات، والذي في الصحيح نفختان (¬5)، قال تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ} الآية [الزمر: 68] إلى قوله: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى}
¬__________
(¬1) في الأصل بعد هذِه الكلمة: فأصبح ربك.
(¬2) ورد بهامش الأصل: هذا حديث مطول في "مسند أحمد" قد رأيته فيه من حديث لقيط بن عامر، والله أعلم.
(¬3) " التذكرة" ص 195.
(¬4) انظر: "التذكرة" ص 196.
(¬5) سلف برقم (4814، 4935)، ورواه مسلم (2955).

الصفحة 622