كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 2)
<171> ذباب بن الحارث قال كان لابن وقشة رئي من الجن يخبره بما يكون فأتاه ذات يوم فأخبره بشيء فنظر إلى فقال يا ذباب يا ذباب اسمع العجب العجاب بعث محمد بالكتاب يدعو بمكة فلا يجاب قال فقلت له ما هذا قال لا أدري كذا قيل لي فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا بمخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وثرت إلى الصنم فكسرته ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وقال ذباب في ذلك تبعت رسول الله إذ جاء بالهدي وخلفت قراصا بدار هوان ولما رأيت الله أظهر دينه أجبت رسول الله حين دعاني وأخرجه بن منده في دلائل النبوة له من هذا الوجه وأغفله في الصحابة فاستدركه أبو موسى قلت ورواه المعافى في الجليس عن بن دريد بإسناد آخر قال حدثنا السكن بن سعيد عن عباس بن هشام بن الكلبي عن أبيه وذكره البيهقي في الدلائل معلقا وروى بن سعد عن بن الكلبي عن أبيه عن سلمة بن عبد الله بن شريك النخعي عن أبيه قال كان عبد الله بن ذباب الأنسي مع علي بصفين وكان له غناء ذباب بن فاتك بن معاوية الضبي ذكره المرزباني في معجم الشعراء فقال كان رئيسا في قومه شاعرا فارسا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسلم ثم أقبل يحصحص عليه فطلبه فهرب ثم أقبل عائذا به صلى الله عليه وسلم فأسلم وأنشده شعرا يمدحه به يقول فيه أنت الذي تهدي معدا لدينها بل الله يهديها وقال لك اشهد لم يذكر المرزباني إلا هذا البيت وهو معروف لغيره وهو سارية بن زنيم ثم قال نزل بعد ذلك البصرة ذباب بن معاوية العكلي شاعر له مديح في النبي صلى الله عليه وسلم كذا رأيت في المسودة فليحرر فلعله الأول الذال بعدها الراء ذر بن أبي ذر الغفاري ذكر الحافظ شرف الدين الدمياطي في السيرة النبوية أنه كان راعي لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت بالغابة فأغار عليها عيينة بن حصن فاستاقها هو ومن معه فقتلوا الراعي وسبوا امرأته فكان ذلك سبب غزوة الغابة التي صنع فيها سلمة بن الأكوع ما صنع والقصة عند بن إسحاق وفي صحيح مسلم وغيره مطولة ولم يسم أحد منهم اسم الراعي وذكر بن سعد في الطبقات أن بن أبي ذر استشهد في غزوة ذي قرد فكأنه هو ذريح بفتح أوله وآخره مهملة بوزن عظيم ذكره بن فتحون وقال وقع في التفسير أن زيد الخيل قال يا نبي الله إن فينا رجلين يقال لأحدهما ذريح فذكر حديثا في نزول قوله تعالى يسألونك ماذا أحل لهم قلت وجدته في الأخبار المنثورة لابن دريد قال أخبرنا عمي عن أبيه عن هشام بن الكلبي أخبرني رجل من طيء قال قال زيد الخيل للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله فينا رجل يقال لأحدهما ذريح وللآخر أبو حدانة ولهما أكلب خمسة يأخذن الظباء فما تقول فيهن فأنزل الله تعالى الآية §