كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 2)
<195> فتحون وقال بن دريد اسم المخبل ربيعة بن كعب وقيل ربيعة بن مالك وقيل اسمه ربيعة بن عوف قاله المرزباني وحكى الخلاف فيه وقال كان مخضرما نزل البصرة وقال بن الكلبي اسمه الربيع بن مالك قال أبو الفرج الأصبهاني كان المخبل مخضرما من فحول الشعراء وعمر عمرا طويلا وأحسبه مات في خلافة عمر أو عثمان وفيه يقول الفرزدق الشاعر وهب القصائد لي النوابغ إذ مضوا وأبو يزيد وذو القروح وجرول وأورد مهاجاة بين المخبل وبين الزبرقان بن بدر وقال المرزباني كان شاعرا مفلقا مخضرما نزل البصرة وهو القائل في قصيدته المشهورة إني وجدت الأمر أرشده تقوى الإله وشره الإثم وذكر وثيمة في الردة أن المخبل شهد مع قيس بن عاصم حرب ربيعة بالبحرين وله في قيس بن عاصم مديح وقد مضى له ذكر في ترجمة بغيض بن عامر في القسم الثالث ويقال إنه خطب أخت الزبرقان فمنعه لشيء كان في عقله وزوجها هزالا وكان هزال قتل جارا للزبرقان فعيره المخبل بأبيات منها أنكحت هزالا خليدة بعدما زعمت بظهر الغيب أنك قاتله الربيع بن زياد بن أنس بن الديان بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث الحارثي قال أبو عمر له صحبة ولا أعرف له رواية كذا قال وقال أبو أحمد العسكري أدرك الأيام النبوية ولم يقدم المدينة إلا في أيام عمر وذكره البخاري وابن أبي حاتم وابن حبان في التابعين وقال بن حبان ولاه عبد الله بن عامر سجستان سنة تسع وعشرين ففتحت على يديه وقال المبرد في الكامل كان عاملا لأبي موسى على البحرين وفد على عمر فسأله عن سنه فقال خمس وأربعون وقص قصة في آخرها أنه كتب إلى أبي موسى أن يقره على عمله واستخلفه أبو موسى على حرب مناذر سنة تسع عشرة فافتتحها عنوة وقتل بها أخوه المهاجر بن زياد وروى من طريق سليمان بن بريدة أن وافدا قدم على عمر قال ما أقدمك قال قدمت وافدا لقومي فأذن للمهاجرين والأنصار والوفود فتقدم الرجل فقال له عمر هيه قال هيه يا أمير المؤمنين والله ما وليت هذه الأمة إلا ببلية ابتليت بها ولو أن شاة ضلت بشاطىء الفرات لسئلت عنها يوم القيامة قال فانكب عمر يبكي ثم رفع رأسه قال ما أسمك قال الربيع بن زياد وله مع عمر أخبار كثيرة منها أن عمر قال لأصحابه دلوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس بأمير وإذا لم يكن بأمير فكأه أمير فقالوا ما نعرفه إلا الربيع بن زياد قال صدقتم ذكرها بن الكلبي وذكر بن حبيب أن زيادا كتب إلى الربيع بن زياد أن أمير المؤمنين كتب إلي أن آمرك أن تحرز البيضاء والصفراء وتقسم ما سوى ذلك فكتب إليه إني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين وبادر فقسم الغنائم بين أهلها وعزل الخمس ثم دعا الله أن يميته فما جمع حتى مات قلت وقد رويت هذه القصة لغيره وكان الحسن البصري كاتبه وولى خراسان لزياد إلى أن مات وكان حفيده الحارث بن زياد بن الربيع في حملة أبي جعفر المنصور ولم يكن في عصره عربي ولا عجمي أعلم بالنجوم منه وكان يتحرج أن يقضى §