كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 2)
<227> لكان ينبغي لنا أن ننزهه عنها فضلا عن سيد البشر لكن ما زال عوام الصوفية يروون الواهيات وإسناد فيه هذا الكاشغري والطيبي وموسى بن مجلي ورتن سلسلة الكذب لا سلسلة الذهب ثم تكلم الذهبي في أقل ما يرويه في عصره من العدد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وذكر طرفا من أقسام العلو المصطلح عليه وأن العالي المكذوب هو ولا شيء سواء ثم استطرد إلى ذكر غلاة الصوفية ومن يقول منهم حدثني قلبي عن ربي ثم إلى الاتحادية ومن يزعم منهم أنه عين الإله ثم قال وينبغي أن تعلموا همم الناس ودواعيهم متوفرة على نقل الأخبار العجيبة فأين كان هذا الهندي مطمورا في هذه الستمائة سنة أما كان الأطراف يتسامعون به وبطول عمره فيرحلون إليه في زمن المنصور والمهدي أما كان متولي الهند يتحف به المأمون قلت يعني مع تطلعه إلى المستغربات أما كان بعد ذلك بمدة متطاولة يعرف به محمود بن سكتكين لما افتتح بلاد الهند ووصل إلى البلد الذي فيه البد وهو الصنم المعظم عندهم وقضيته في ذلك مشهورة مدونة في التواريخ ولم يتعرض أحد ممن صنفها إلى ذكر رتن انتهى ثم قال الذهبي ثم مع هذا تتطاول عليه الاعمار ويكر عليه الليل والنهار إلى عام ستمائة ولا ينطق بوجوده تاريخ ولا جوال ولا سفار فمثل هذا لا يكفي في قبول دعواه خبر واحد إذ لو كان لتسامع بشأنه كل تاجر ولو كان الذي زعم أنه رآه لم ينقل عنه شيئا من هذه الأحاديث لكان الأمر أخف ثم قال ولعمري ما يصدق بصحبة رتن إلا من يؤمن بوجود محمد بن الحسن في السرداب ثم بخروجه إلى الدنيا فيملأ الأرض عدلا أو يؤمن برجعة علي وهؤلاء لا يؤثر فيهم علاج وقد اتفق أهل الحديث على أن آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم موتا أبو الطفيل عامر بن واثلة وثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قبل موته بشهر أو نحوه أرأيتكم ليلتكم هذه فإنه على رأس مائة سنة منها لا يبقى على وجه الأرض ممن هو اليوم عليها أحد فانقطع المقال وماذا بعد الحق إلا الضلال انتهى ما ذكره الذهبي في خبر كسر وثن رتن ملخصا وقد وقفت على الجزء الذي أشار إليه وفيه أكثر من ثلاثمائة حديث كما قال ثم وقفت على طريق أخرى إليه فأنبأنا غير واحد عن المحدث المكثر الرحال جمال الدين الأقشهري نزيل المدينة النبوية عن علي بن عمران الصنعاني عن رفيع الدين عمر بن محمد بن أبي بكر السمرقندي أنه حدثه من لفظه بالمسجد الجامع بصنعاء سنة أربع وثمانين عن أبي الفتح موسى بن مجلي فذكر النسخة بطولها وفي نسخة الإربلي المذكور قال رتن كنت في زفاف فاطمة أنا وأكثر الصحابة وكان ثم من يغنى شيئا فطابت قلوبنا ورقصنا بضربهم الدف وقولهم الشعر فلما كان من الغد سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلتنا فقلنا كنا في زفاف فاطمة فدعا لنا ولم ينكر علينا وقرأت بخط المؤرخ شمس الدين محمد بن إبراهيم الجزري في تاريخه قال سمعت النجيب عبد الوهاب بن إسماعيل الفارسي الصوفي بمصر سنة اثنتي عشرة وسبعمائة يقول قدم علينا بشيراز سنه خمس وسبعين وستمائة الشيخ المعمر محمود ولد بابا رتن فأخبرنا أن أباه أدرك ليلة شق القمر وكان ذلك سبب هجرته وأنه حضر حفر الخندق وكان استصحب معه سلة فيها تمر هندي أهداها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأكل منها ووضع يده على ظهر رتن ودعا له بطول العمر وله §