كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 2)
<90> وجماعة من التابعين شهد العقبة وبدرا وما بعدها ونزل عليه النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة فأقام عنده حتى بنى بيوته ومسجده وآخى بينه وبين مصعب بن عمير وشهد الفتوح وداوم الغزو واستخلفه علي على المدينة لما خرج إلى العراق ثم لحق به بعد وشهد معه قتال الخوارج قال ذلك الحكم بن عيينة وروى عن سعيد بن المسيب أن أبا أيوب أخذ من لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال له لا يصيبك السوء يا أبا أيوب وأخرج أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عاصم من طريق أبي الخير عن أبي رهم أن أبا أيوب حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في بيته وكنت في الغرفة فهريق ماء في الغرفة فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا نتتبع الماء شفقا أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مشفق فسألته فانتقل إلى الغرفة قلت يا رسول الله كنت ترسل إلي بالطعام فأنظر فأضع أصابعي حيث أرى أثر أصابعك حتى كان هذا الطعام قال أجل إن فيه بصلا فكرهت أن آكل من أجل الملك وأما أنتم فكلوا وروى أحمد من طريق جبير بن نفير عن أبي أيوب قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة اقترعت الأنصار أبهم يؤويه فقرعهم أبو أيوب الحديث وقال بن سعد أخبرنا بن علية عن أيوب عن محمد شهد أبو أيوب بدرا ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا وهو في أخرى إلا عاما واحدا استعمل على الجيش شاب فقعد فتلهف بعد ذلك فقال ما ضرني من استعمل علي فمرض على الجيش يزيد بن معاوية فأتاه يعوده فقال ما حاجتك قال حاجتي إذا أنا مت فاركب بي ما وجدت مساغا في أرض العدو فإذا لم تجد فادفني ثم ارجع ففعل ورواه أبو إسحاق الفزاري عن هشام عن محمد وسمى الشاب عبد الملك بن مروان ولزم أبو أيوب الجهاد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن توفي في غزاة القسطنطينية سنة خمسين وقيل إحدى وقيل اثنتين وخمسين وهو أكثر وقال أبو زرعة الدمشقي عن دحيم عن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز قال أغزى معاوية ابنه يزيد سنة خمس وخمسين في جماعة من الصحابة في البر والبحر حتى أجاز القسطنطينية وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها خالد بن زيد الأنصاري قال أبو موسى ذكر بعض أصحابنا أنه غير أبي أيوب ثم أورد ما أخرجه حميد بن زنجويه في كتاب الترغيب له من طريق حسين بن أبي زينب عن أبيه عن خالد بن زيد رفعه من قرأ قل هو الله أحد عشرين مرة بنى الله له قصرا في الجنة الحديث قلت وذكر الثعالبي في تفسيره عن بن عباس قال خرج الحارث بن عمرو غازيا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف على أهله خالد بن زيد فتحرج أن يأكل من طعامه وكان مجهودا فنزلت ليس على الأعمى حرج الآية فلعله صاحب الترجمة خالد بن زيد بن حارثة ويقال بن يزيد بن حارثة الأنصاري روى أبو يعلى والطبراني من طريق مجمع بن يحيى بن زيد بن حارثة سمعت عمي خالد بن زيد بن حارثة الأنصاري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من الشح من آتى الزكاة وقرى الضيف وأعطى في النائبة إسناده حسن لكن ذكره البخاري وابن حبان في التابعين §