كتاب إعلام الموقعين عن رب العالمين - ت مشهور (اسم الجزء: 3)

صاحب الثوب مُخيَّر في ذلك قليلًا كان أو كثيرًا.
وقال في رواية إسحاق بن منصور: مَنْ كَسَر شيئًا صحيحًا فإن كان [شيئًا] (١) يوجد مثله [رد مثله] (٢) وإن كان لا يوجد مثله فعليه قيمته، فإذا كَسَر الذهب فإنه يصلحه (٣) إنْ كان خلخالًا، وإن كان دينارًا أعطى دينارًا آخر مكانه، قال إسحاق: كما قال (٤)، وقال في رواية موسى بن سعيد (٥): وعليه المثل في العصا والقَصْعَة والقصبة إذا كسر وفي الثوب، ولا أقول في العبد والبهائم والحيوان، وصاحب الثوب مُخيَّر إن شاء شق الثوب وإن شاء [أخذ] (٦) مثله، واحتج في رواية ابنه عبد اللَّه (٧) بحديث أنس فقال حُميد، عن أنس: "أنَّ رسول اللَّه (٨) -صلى اللَّه عليه وسلم- كان عند بعض نسائه، فأرسلت إحدى أمهات المؤمنين بقَصْعة (٩) فيها طعام، فضربت بيدها فكسرت القَصْعة، فأخذَ النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- الكسرتين فضم إحداهما (١٠) إلى الأخرى وجعل يجمع فيهما الطعام ويقول: غَارَت أُمُّكم، كلوا، فأكلوا، وجلس رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- (١١) حتى جاءت قصعةُ التي هو في بيتها فدفع القصعة إلى الرسول، وحبس المكسورة
---------------
(١) ما بين المعقوفتين سقط من المطبوع.
(٢) بدل ما بين المعقوفتين في المطبوع: "فمثله" وفي (ق) بعدها: "وإن كان ما لا يوجد مثله".
(٣) في (ق): "يصلح".
(٤) رحم اللَّه الإمام ابن القيم، فقد تصرف في اللفظ، ودمج المسألتين مع بعضهما، فالنصف الأول هنا هي الرواية السابقة.
ثم قال ابن منصور: "قلت: قال [أي: سفيان]: فإذا كسر الذهب، فقيمته بالفضة، وإذا كسر الفضة فقيمتها بالذهب، قال أحمد: يُصْلِحُهُ له أحَبُّ إليَّ إن كان خلخالًا، وإن كان دينارًا أعطاه دينارًا آخر مثله، وقال إسحاق: كما قال، إلَّا أنه إن أعطاه الذهب من الفضة، أو الفضة من الذهب جاز".
كذا في "مسائل ابن منصور" (٣٩٧/ ٣١٠)، والصحيح من المذهب: أن من غصب شيئًا، فأتلفه، أو غيَّر من صفته متعمدًا؛ فعليه رده بزيادته وأرش نقصه. انظر "الإنصاف" (٦/ ١٤٦).
قلت: والذي يكسر شيئًا من مال غيره فهو كالغاصب.
(٥) في (ك) و (ق) "موسى بن إسماعيل".
(٦) ما بين المعقوفتين سقط من (ق).
(٧) لم أظفر به في "مسائل الإمام أحمد" رواية ابنه عبد اللَّه، لا في طبعة عليّ المهنا، ولا في طبعة المكتب الإسلامي.
(٨) في (ق): "النبي".
(٩) في (ق): "القصعة".
(١٠) في (ق): "وضم إحديهما".
(١١) في (د): "وحبس الرسول".

الصفحة 76