كتاب المسند المصنف المعلل (اسم الجزء: 30)

٧٧١ - أَبو هريرة الدَّوْسي (¬١)
رضي الله تعالى عنه
كتاب الإيمان
١٣٦٢٨ - عن أَبي زُرعَة بن عَمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال:
«كان رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم يوما بارزا للناس، فأتاه رجل، فقال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتابه، ولقائه، ورسله، وتؤمن بالبعث الآخر، قال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: الإسلام أن تعبد الله، لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان، قال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإنك إن لا تراه فإنه يراك، قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، ولكن سأحدثك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، فذاك من أشراطها، وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس، فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمس لا يعلمهن إلا الله، ثم تلا رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم هذه الآية: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} ثم أدبر الرجل، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: ردوا علي الرجل، فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا، فقال: هذا جبريل، عليه السلام، جاء ليعلم الناس دينهم» (¬٢).
---------------
(¬١) قال البخاري: عبد شمس، أَبو هريرة، الدَّوْسي، الأزدي، اليماني، رضي الله عنه، نزل المدينة. «التاريخ الكبير» ٦/ ١٣١، وقال المِزِّي: أَبو هريرة الدَّوْسي اليماني، صاحب رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم وحافظ الصحابة، اختلف في اسمه واسم أبيه اختلافا كثيرا. «تهذيب الكمال» ٣٤/ ٣٦٦.
(¬٢) اللفظ لأحمد.
- وفي رواية: «قال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: سلوني، فهابوه أن يسألوه، فجاء رجل فجلس عند ركبتيه، فقال: يا رسول الله، ما الإسلام؟ قال: لا تشرك بالله

⦗٦⦘
شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، قال: صدقت، قال: يا رسول الله، ما الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله، وتؤمن بالبعث، وتؤمن بالقدر كله، قال: صدقت، قال: يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه فإنه يراك، قال: صدقت، قال: يا رسول الله، متى تقوم الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأحدثك عن أشراطها: إذا رأيت المرأة تلد ربها، فذاك من أشراطها، وإذا رأيت الحفاة العراة الصم البكم ملوك الأرض، فذاك من أشراطها، وإذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان، فذاك من أشراطها، في خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، ثم قرأ: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير} قال: ثم قام الرجل، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: ردوه علي، فالتمس فلم يجدوه، فقال رسول الله صَلى الله عَليه وسَلم: هذا جبريل أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا» (¬١).
- في رواية محمد بن بشر، عند مسلم: «إذا ولدت الأمة بعلها، يعني السراري».
أخرجه ابن أبي شيبة (٣٠٩٤٥) و ١٥/ ١٦٧ (٣٨٧١٢) قال: حدثنا إسماعيل ابن عُلَية، عن أبي حيان. و «أحمد» ٢/ ٤٢٦ (٩٤٩٧) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أَبو حيان. و «البخاري» ١/ ١٩ (٥٠) قال: حدثنا مُسدد، قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا أَبو حيان التيمي.
---------------
(¬١) اللفظ لمسلم (٧).

الصفحة 5