كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 30)

«أحمد على نعم توالى هطل غمامها، ومنن أضحت متناسقة عفود نظامها» .
«والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذى عزت به أمور الإسلام بعد اهتضامها، وعلى آله وأصحابه الذين أضحت بهم عرى الدين الحنيف وثيقة بعد انفصامها.
وبعد، فلما كان المجلس السامى، القاضى الأجل، الصدر الكبير، الإمام العالم، الفقيه الفاضل، المختار المرتضى، الصاحب تاج الدين، عز الإسلام، مجد الأنام، شمس الشريعة، مفتى الفرق، رئيس الأصحاب، ذخر الملوك والسلاطين، قاضى القضاة عبد الوهاب بن خلف، أدام الله سعادته ونعمته، ممن أحرز فى الفضايل قصب سبقه، ووصل سح «1» غمامه فى العلوم الشرعية ببرقه واجتنى ثمارها الدانية القطوف، واجتلى أقمار معانيها التى لا تتوارى عنه بالسجوف «2» وسلك سهيلا من العفاف أضحى به وحيدا منفردا، ومارس أمور الشريعة فثقف منها أودا، وأعمل فكرته الصافية فحلل منها عقدا، وأنعم نظره فيها فأوضح له من الضلال رشدا.
رسم بالأمر العالى المولوى السلطانى الملكى الظاهرى الركنى، زاد الله فى علائه، وضاعف مواد نفاذه ومضائه «3» أن يفوض إليه الحكم العزيز بجميع الديار المصرية المحروسة، لما علم فيه من فضل مازالت ثماره تجتنى، ومساع حميدة

الصفحة 20