كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 30)

العين منها أثرا حين مدت إليها عيونا. ولا تخلها من نظر يحفظ منها مضاعا ويحسم عنها أطماعا، ويخصها بمزية الزيادة بعد النقصان، ويكتب لها من مخاوف الخونة كتاب أمان.
فقد قلدناك هذه الأحكام التى ترجو بك الخلاص من تبعاتها، ورعينا بك حق الرعية، فلا تخل أمورهم من مراعاتها، وامضى عزيمتك فى إقامة منار الشريعة بعد القمود، واعل همتك فى نظم ما تبدد له من العقود. واجتهد فى أمره الاجتهاد الذى يرفل منه فى ضافى البرود، ومتع الخلائق بأيام بيض من أحكامك غير سود، ففيك من السؤدد ما ينقاد به المفاخر، ومن الأوصاف الجميلة ما تتميز به على الأوائل وأن جئت فى الزمن الآخر.
وقد قررنا لك من الجامكية والجراية نظير ما كان مقررا لمن تقدمك، وهو فى كل شهر أربعون دينارا صرف أربعين وستمائة وسنة وستون درهما ناصرية وثلثان وخمسة وعشرون أردبا غلة نصفين.
فليوصل ذلك إليه على تمامه وكماله عند وجوبه واستحقاقه، بعد العلامة الشريفة أعلاء إن شاء الله تعالى.
وكتب فى السابع عشر من جمادى الأولى سنة تسع وخمسين وستمائة. الحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد نبيه، وآله وصحبه الظاهرين وسلامه.
وعين جهة الجامكية على الجوالى بالديار المصرية، والغلة على الأهراء المباركة بمصر المحروسة.
واستمر [الصاحب تاج الدين] فى القضاء بجميع الديار المصرية إلى شوال من السنة، فاقتطع منه قضاء مصر والوجه القبلى، وفوض ذلك إلى القاضى برهان

الصفحة 22