كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 30)

التى غرم عليها السلطان الملك الصالح الأموال العظيمة، فرسم السلطان [بيبرس] بعمارتها، وندب لذلك الأمير جمال الدين بن يغمور، فشرع فى إصلاح ما استهدم من قاعاتها، ورتب فيها الجاندارية، وأعادها إلى ما كانت عليه من الحرمة.
وفرق السلطان الأبراج: فرسم أن يكون برج الزاوية للأمير سيف الدين قلاون «1» الألفى، وثانيه للأمير عز الدين الحلى «2» ، والبرج الثالث للأمير عز الدين إيغان «3» ، وبرج الزاوية الغربى للأمير بدر الدين بيسرى الشمسى. وفرق بقية الأبراج على الأمراء، ورسم أن تكون بيوتاتهم واسطبلاتهم بها، وسلم إليهم المفاتيح.
ورسم بعمارة القناطر بجسر شبر منت بالجيزية وأكثر ما كانت الجيزية تشرق عنه. فبنيت القناطر فى هذا الجسر تلتقى صدمه الماء الأولى وتفتح لتصريف المياه أولا فأولا (كذا) .
ورسم بعمارة مشهد النصر «4» بعين جالوت، وكتب بذلك إلى نواب الشام.
وحث على عمارة الأسوار بثغر الاسكندرية وحفر خنادقها، ورتب جملة من الأموال فى كل شهر تصرف فى نفقة العماير وبنى مرقبا لثغر رشيد لكشف مراكب الفرنج.
ورسم بردم فم بحر دمياط، وتوغيره بالقراتيص، وتضييقه ليمنع السفن الكبيرة من الدخول فيه.

الصفحة 24