كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 30)

ثم اجتمع مماليكه ومماليك الأمير بدر الدين بيليك الخزندار، وحسنوا له القبض على نائبه الأمير شمس الدين آقسنقر [الفارقانى] واستعانوا بالأمير سيف الدين كوندك الساقى، وأمسكوه وهو جالس عند باب «1» القلعة وسحبوه إلى الدور وضربوه ونتفوا لحيته، وذلك فى يوم السبت ثامن عشر ربيع الآخر، واعتقل فلم يلبث إلا قليلا ومات.
ثم أفرج عن الأمير شمس الدين سنقر الأشقر وبدر الدين بيسرى «2» فى يوم السبت ثانى جمادى الأولى وخلع عليهما وأعادهما إلى ما كانا عليه.
ثم قبض على خاله الأمير بدر الدين محمد بى بن الأمير حسام الدين بركه خان فى يوم الجمعة رابع عشر جمادى الآخرة، واعتقله بقلعة الجبل، فغضبت أخته والدة السلطان لذلك، وأنكرته على ابنها، فأفرج عنه فى ليلة الثلاثاء خامس عشرين الشهر وخلع عليه وأعاده إلى ما كان عليه. وشرع فى خلال ذلك فى تقديم مماليكه وترجيحهم وسماع آرائهم.
قال: ولما صدرت منه هذه الأفعال اجتمع الأمراء وتشاوروا، وقصدوا أن يتوجهوا إلى الشام، ثم رجعوا عن ذلك وبعثوا إلى السلطان وقد اجتمعوا فى يوم خميس، وأمتلأت بهم القلعة، وأنكروا فعله، وحذروه عاقبة ما يطرق إليه، فلاطفهم وحلف لهم أنه لا يريد بهم سوءا، وتولى الأمير بدر الدين الأيدمرى اليمين، فسكنت خواطرهم، واستقر الحال مدة لطيفة.
وكان السلطان لما قبض على الأمير شمس الدين آقسنقر الفارقانى رتب فى النيابة بعده الأمير شمس الدين آقسنقر الألفى المظفرى، فلم يرضه الخاصكية لأنه غير

الصفحة 373