كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 30)

الظهر فلا يبقى، حَتَّى إن الرجل لتكون له الحديقة يغطيها نبات القتب فلا يقدر عليها" (¬1). قال البيهقي: يحتمل أن يكون أراد بالفوج الثاني: المسلمين الذين خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئاً، فيكونون مشاة، والأبرار ركباناً (¬2).
فصل:
روى أبو زيد عمر بن شبة في كتابه "أخبار المدينة" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: آخر من يحشر رجلان رجل من جهينة، وآخر من مزينة، فيقولان: أين الناس؟ فيأتيان المدينة فلا يريان إلا الثعالب، فينزل إليهما ملكان يسحبانهما على وجوههما حَتَّى يلحقاهما بالناس (¬3).
فصل:
روى البيهقي من حديث حماد بن سلمة، أنا أبو قزعة الباهلي، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يحشرون ها هنا -وأومأ بيده نحو الشام- مشاة وركبانًا، وعلى وجوههم".
وفي كتاب أبي نعيم، عن عبد الله بن عمرو: "ثم يبعث الله بعد قبض عيسى، وأرواح المؤمنين بتلك الريح الطيبة نارًا تخرج من نواحي الأرض يحشر الناس والدواب إلى الشام" (¬4).
وعن معاذ: "يحشر الناس أثلاثًا: ثلثًا على ظهور الخيل، وثلثًا يحملون أولادهم على عواتقهم، وثلثًا على وجوههم مع القردة والخنازير إلى الشام، فيكون الذين يحشرون إلى الشام لا يعرفون حقًّا
¬__________
(¬1) "سنن النسائي" 4/ 116 - 117.
(¬2) انظر: "شعب الإيمان" 1/ 318 - 319.
(¬3) "تاريخ المدينة" 1/ 279.
(¬4) رواه نعيم بن حماد في "الفتن" 2/ 625.

الصفحة 38