كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 30)

وقد روينا عن أبي هريرة أنه - عليه السلام - قال: "إن من تمام الإيمان أن يستثني الرجل في كل حديثه" (¬1).
قال أبو موسى: وهذا الإسناد وإن لم يكن يصلح أن يحتج به، فحديث أبي موسى الذي تقدم يقويه ويبينه.
فصل:
أثر ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه كان يرى الاستثناء، وإن كان بعد سنة، وتأول قوله تعالى {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 24]. هو مروي من حديث الأعمش عن مجاهد عنه، قيل للأعمش: سمعته من مجاهد؟ قال: لا حدثني به ليث عنه (¬2).
وقال الطبراني: لم يروه عنه عن الأعمش إلا أبو معاوية، تفرد به يحيى بن سليمان الحنفي (¬3).
¬__________
(¬1) رواه العقيلي في "الضعفاء" 4/ 255، والطبراني في "الأوسط" 7/ 370، وابن الجوزي في "الموضوعات" 1/ 198 (284) من طريق المعارك، عن ابن سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعًا.
قال العقيلي: مُعَارك لا يصح حديثه .. ولا يتابعه إلا من هو في عداده.
وقال ابن الجوزي: هذا الحديث لا يصح، قال البخاري: معارك منكر الحديث.
وقال عن المقبري، قال يحيى بن معين: ليس بشيء لا يكتب حديثه، وقال عمرو بن علي: منكر الحديث.
قال الهندي في "تذكرة الموضوعات" ص11 معلقًا على كلام ابن الجوزي: في الحكم بوضعه نظر.
قال الهيثمي في "المجمع" 4/ 182: فيه عبد الله بن سعيد وهو ضعيف.
وقال الألباني في "ضعيف الجامع" (2004): موضوع.
(¬2) رواه الطبراني في "الكبير" 11/ 68، و"الأوسط" 1/ 44 والحاكم في "المستدرك" 4/ 303 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
(¬3) الطبراني في "الأوسط" 1/ 44.

الصفحة 437