كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 30)

وورد في حديث لا يصح رفعه: "أجرأكم على قسم الجد أجرأكم على النار" (¬1). قال الدارقطني: لا يصح رفعه؛ إنما هو عن عمر أو علي، ولفظ المروي عن علي: من سره أن يقتحم جراثيم جهنم فليقض بين الجد والإخوة (¬2).
وعن ابن مسعود: سلونا عن عصباتكم ودعونا من الجد، لا حيَّاه ولا بيَّاه.
وبالجملة فلا بد من الخوض فيه.
فروى يزيد بن هارون، عن الربيع بن صبيح، ثنا عطاء أنه - عليه السلام - قال: "لو كنت متخذًا من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي في الغار" وكان أبو بكر يقول: الجد أب ما لم يكن دونه أب، كما أن ابن الابن ابن ما لم يكن دونه ابن.
وحدثنا حجاج بن أرطأة، عن عطاء، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: من شاء لاعنَّاه عند الحجر الأسود أن الجد أب، والله ما ذكر الله جدًّا ولا جدة، إنهما للآباء، وقرأ: {وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ} [يوسف: 38].
أخبرنا قيس بن الربيع، عن عبيد بن حسين، عن عبد الله بن معقل قال: سأل رجل ابن عباس عن الجد فقال: أي أب لك أبعد أو أقصى؟ (قال: آدم) (¬3)، قال: فإن الله تعالى يقول {يَا بَنِي آدَمَ}.
¬__________
(¬1) رواه سعيد بن منصور في "السنن" 1/ 48 (55) عن سعيد بن المسيب مرسلًا.
(¬2) رواه عبد الرزاق في "المصنف" 10/ 262 - 263 (19048)، وسعيد بن منصور في "السنن" 1/ 48 (56)، والدارمي 4/ 1910 (2944)، والبيهقي 6/ 245.
(¬3) من (ص2).

الصفحة 480