كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 30)

وروى ابن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن سلمان الخير قال: تعطى الشمس يوم القيامة حر عشر سنين، ثم تُدنى من جماجم الناس حَتَّى تكون قاب قوسين قال: فيعرقون حَتَّى يرشح العرق في الأرض قامة، ثم ترتفع حَتَّى يغرغر الرجل. قال سلمان: حَتَّى يقول الرجل: غرغر (¬1). وروى هناد بن السرى: حَدَّثَنَا قبيصة، عن سفيان، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن سلمان بلفظ: ولا يجد حرها مؤمن ولا مؤمنة، وأما الكفار (تطحنهم طحنًا) (¬2) حَتَّى يسمع (لأجوافهم) (¬3) غق غق (¬4).
والمراد من هذا: لا (تضير) (¬5) مؤمنًا كامل الإيمان، أو من استظل، كما سلف من حديث المقداد. وروى ابن المبارك، عن مالك بن مغول، عن عبيد الله بن العيزار قال: يزاد في حر الشمس يومئذٍ تسعة وستون ضعفًا (¬6).
وروى الوائلي من حديث عبد الله بن عمرو قال: تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (6)} [المطففين: 6] ثم قال: "كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم" (¬7).
¬__________
(¬1) "مصنف ابن أبي شيبة" 7/ 139 (34669).
(¬2) في (ص2): تطبخهم طبخًا.
(¬3) في (ص2): لإحرافهم.
(¬4) "الزهد" لهناد بن السري 1/ 202.
(¬5) فوق الكلمة: لعله يصيب.
(¬6) "الزهد والرقائق" (372).
(¬7) رواه الحاكم في "المستدرك" 4/ 572. قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وصححه الألباني في "الصحيحة" (2817).

الصفحة 51