ومن حديث إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله يرفعه: "اتقوا الظلم ما استطعتم، فإن العبد ليجيء بالحسنات الكثيرة يوم القيامة، فيرى أنهن ستنجينه، فما يزال عبد يجيء فيقول: يا رب إن فلانًا ظلمني مظلمة، فيقول: امح من حسناته، فما يزال كذلك حَتَّى ما يبقي له من حسناته شيئًا، وإن مثل ذَلِكَ: مثل سفر نزلوا بفلاة من الأرض ليس معهم حطب فتفرق القوم، فحطبوا، فلم يلبثوا أن أعظموا نارهم، وصنعوا ما أرادوا، وكذلك الذنوب" (¬1).
ومن حديث عاصم الأحول، وخالد الحذاء قالا: سمعنا أبا عثمان، عن سلمان وحذيفة، وسعد بن مالك وابن مسعود حَتَّى عد ستة أوسبعة من الصحابة قالوا: إن الرجل ليرفع له يوم القيامة صحيفة حَتَّى يرى أنه ناج، فما تزال مظالم بني آدم تتبعه حَتَّى ما تبقى له حسنة، وتحمل عليه من سيئاتهم.
ومن حديث زياد النميري، عن أنس - رضي الله عنه - رفعه: "الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفره الله، وهو الشرك، وظلم يغفره الله، وهو ظلم العباد أنفسهم، وظلم لا يتركه الله، وهو ظلم العباد بعضهم بعضا حَتَّى يدين بعضهم من بعض" (¬2).
قال البيهقي: ورواه صدقة بن موسى، عن أبي عمران الجوني، عن يزيد بن بابنوس، عن عائشة - رضي الله عنها -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرفوعًا،
¬__________
(¬1) رواه البيهقي في "شعب الإيمان" 5/ 455 (7263)، و 6/ 51 (7471).
(¬2) رواه أبو داود الطيالسي في "مسنده" 3/ 579 (2223)، وأبو نعيم في "الحلية" 6/ 309 من طريق يزيد عن أنس، به.
ورواه البزار كما في "كشف الأستار" (3439) من طريق زياد النميري، به.
قال الهيثمي في "المجمع" 10/ 348: رواه البزار عن شيخه أحمد بن مالك القشيري، ولم أعرفه وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم.