كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 30)

نباتًا، وإنما أخبر - عليه السلام - عن سرعة نباتهم. وقال الداودي: هذا مثل ضربه للذي يغتسل عند خروجه من جهنم، فيزول عنه السفع، ويصير ضامرًا ذابلًا مصفرًا، فإذا دخل يأت إليه.
وقوله: (أو قال: "في حمئة السيل") هو الطين الأسود المنتن، كذا ذكره الخطابي (¬1). قال (ابن التين) (¬2). والذي رويناه: "حِمة" بكسر الحاء غير مهموز، ومعناه مثل معنى حميل، وفي رواية أخرى: "حمية": بفتح الحاء وتشديد الياء، أي: معظم جريه واشتداده.
الحديث الرابع عشر:
حديث النُّعْمَان - رضي الله عنه -، سمِعْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إِن أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ لَرَجُلٌ تُوضَعُ في أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ".
وفي رواية: "على أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم".
روي هذا من حديث إسرائيل، عن أبي إسحاق عنه. والأول من حديث شعبة، عن أبي إسحاق عنه.
وأخرجه (مسلم) (¬3) أيضًا من حديث شعبة به بلفظ: "لرجل" إلى قوله: "دماغه". ومن حديث الأعمش، عن أبي إسحاق، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن أهون أهل النار عذابًا من له نعلان وشراكان من نار يغلي منهما دماغه كلما يغلي المرجل ما يرى أن أحدًا أشد منه عذابًا، وإنه لأهونهم عذابًا" (¬4).
¬__________
(¬1) "أعلام الحديث" 3/ 2273.
(¬2) في الأصل: (ابن المنير). ولعل المثبت هو الصواب.
(¬3) من (ص2).
(¬4) مسلم (213).

الصفحة 92