كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 30)

والأخمص: ما دخل من باطن القدم فلم يصب الأرض، قاله الجوهري (¬1). وقال ابن فارس: أخمص القدم: باطنها (¬2).
قال الداودي: وفي موضع آخر من الصحاح: "من نار تبلغ كعبيه" (¬3) فإما أن يكون قالهما، أو اكتفى في قوله: "جمرة" أنها في أحد الأخمصين لعلم السامع بالقدمين، كقوله تعالى: {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} [ق: 17] قال: ويحتمل أن يكون هذا الرجل أبا طالب، أو غيره من المسلمين؛ لأن أبا طالب تبلغ النار كعبيه؛ ولأنه أخف الكافرين عذابًا؛ ولأن الكفرة: {كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا} [النساء: 56].
وقوله: ("كما يغلي المرجل بالقمقم"). قال الجوهري: المرجل: قدر من نحاس (¬4). فانظر كيف يصح الكلام على هذا لا جرم، قال عياض: صوابه المرجل، والقمقم.
الحديث الخامس عشر:
حديث عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ.
سلف قريبًا في باب من نوقش الحساب (¬5).
الحديث السادس عشر:
حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - وَذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ: "لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ نارٍ يَبْلُغُ كعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ أُمُّ دِمَاغِهِ".
¬__________
(¬1) "الصحاح" 3/ 1038.
(¬2) "مجمل اللغة" 1/ 303.
(¬3) سلف برقم (3885)، ورواه مسلم (210).
(¬4) "الصحاح" 4/ 1705.
(¬5) برقم (6540).

الصفحة 93