كتاب التبيان في آداب حملة القرآن

المتقن (1) أبو زكريا يحيى محيى الدين بن شرف بن حزام النوي - رحمه الله تعالى - (2) .
الحمد لله (3) الكريم.
المنان ذي الطول (4) ، الفضل، والإحسان، الذي هدانا للإيمان، وفضل ديننا على سائر الاديان، ومن علينا بإرساه إلينا أكرم خلقه عليه، وأفضلهم لديه، حبيبه وخليله، وعبده ورسوله، محمدا صلى الله عليه وسلم فمحا به عبادة الاوثان، وأكرمه صلى الله عليه وسلم بالقرآن المعجزة المستمرة على تعاقب الأزمان، التي يتحدى (5) بها الإنس والجان بأجمعهم، وأفحم (6) بها جميع
أهل الزيغ والطغيان (7) ، وجعله ربيعا لقلوب أهل البصائر والعرفان، لا
__________
(1) ضبطه ضبطا: من باب ضرب، حفظا بليغا.
إتقان الامر: إحكامه، فالضبط والاتقان: هما لفظان مترادفان، وهما أعلى من الحفط فالحافظ: قد يخطئ، وأما المتقن خطؤه أقل والله أعلم.
(2) هذه الجملة: خبرية لفظا إنشائية معنى.
(3) الحمد لغة: الثناء بالكلام على جميل اختياري على جهة التعظيم، سواء كان في مقابلة نعمة أم لا، وسواء كان جميلا شرعا كالعلم، أو في زعم الحامد كنهب الاموال.
* واصطلاحا: فعل ينبئ عن تعظيم المنعم، من حيث كونه منعما على الحامد أو غيره، وقرن الحمد بالجلالة إشارة إلى أنه تعالى مستحقه لذاته.
وآثر الحمد على الشكر، لانه يعم الفضائل والفواضل، أي الصفات التي لا يلزم تعديها إلى الغير: كالعلم، والتي يلزم تعديها إليه: كالكرم.
اه - بشرى الكريم 1 / 3.
(4) الطول: الغنى، والمن.
يقال: تطول عليه أي امتن عليه.
راجع المصباح والمختار.
(5) تحديت فلانا إذا باريته في فعل.
اه - مختار.
(6) أفحمه: أسكته في خصومة أو غيرها.
اه - مختار.
(7) " ملا حظة " (لقد تعرض المؤلف رحمه الله) في آخر كتابه لذكر معاني الالفاظ اللغوية التي وقعت في هذا الكتاب فعد إليها تزدد إيضاحا.
كتبه محمد.

الصفحة 8