كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (اسم الجزء: 2)

إِلَيْهِمْ قَوْلاً} [الآية: 89] بسورة طه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونحو ذلك.
الكلمة الثانية: (إن) مكسورة الهمزة ساكنة النون - وهي الشرطية مع "ما" المؤكدة جاءت في التنزيل على قسمين:
القسم الأول: وهو مقطوع بالاتفاق وذلك في موضع واحد فقط وهو قوله تعالى: {وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ} [الآية: 40] بسورة الرعد فقد اتفقت المصاحف على قطع إن عن ما في هذا الموضع ويوقف على "إن" اختباراً بالموحدة أو اضطراراً وتدغم النون في الميم لفظاً لا خطًّا.
القسم الثاني: وهو موصول باتفاق المصاحف وتدغم فيه النون خطًّا ولفظاً وهو ما سوى موضع القطع نحو قوله تعالى: {وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ} [الآية: 46] بسورة سيدنا يونس عليه الصلاة والسلام، وقوله سبحانه: {فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الذي نَعِدُهُمْ} [الآية: 77] بسورة غافر جل علا، وقوله عز شأنه: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ} [الآية: 57] بالأنفال وما إلى ذلك.
الكلمة الثالثة: "أما" بفتح الهمزة مشددة الميم. والمراد بها المركبة من "أم" و"ما" الاسمية وهي في القرآن قسم واحد موصول باتفاق فقد اتفقت المصاحف على وصل "أم" بـ "ما" ووقعت في أربعة مواضع في التنزيل وهي قوله تعالى: {أَمَّا اشتملت عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأنثيين} [الآية: 143 و144] في موضعي الأنعام وقوله سبحانه: {أَمَّا يُشْرِكُونَ} . {أَمَّا ذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الآية: 59، 84] الموضعان في سورة النمل. وليس منها "أما" حرف الشرط والتفصيل نحو قوله تعالى: {فَأَمَّا

الصفحة 419