كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (اسم الجزء: 2)

نتعرف على العصر الذي عاش فيه ولكن توصلنا إلى معرفة عصره من خلال شرح تحفة الأطفال لناظمها الشيخ سليمان الجمزوري فقد قال في مقدمة شرحه: "وجعلت أصله شرح. ولد شيخنا الشيخ محمد الميهي نظر الله إلينا وإليه واعتمدت فيما تركته من هذا الشرح عليه" إلخ وشيخ الجمزوري الذي عناه في شرحه هو كما قال عنه عند قوله في التحفة: "عن شيخنا الميهي ذي الكمال" أي عن شيخنا الإمام العالم العلامة الحبر الفهامة سيدي وأستاذي الشيخ نور الدين علي بن عمر بن حمد بن عمر بن ناجي بن فنيش الميهي.
قال العلامة الضباع في حاشيته على شرح التحفة للجمزوري قوله: "الميهي" نسبة لبلدة يقال لها: "الميه" بجوار شبين الكوم بإقليم المنوفية ومما تقدم يتضح لنا أن المترجم له هو نجل الشيخ نور الدين علي بن عمر المذكور والشيخ نور الدين هذا قد ترجم له العلامة الضباع في حاشيته المذكورة آنفاً فقال بعد أن ذكر اسمه المتقدم ما نصه: "ولد رضي الله عنه - بها - أي ببلدة الميه المتقدم ذكرها سنة 1139هـ ألف ومائة وتسع وثلاثين وقرأ بها القرآن الكريم ثم رحل منها إلى الأزهر واشتغل فيه بالعلم مدة ثم رحل منه إلى طندتا فأقام بجامعها الأحمدي مشتغلاً بالعلوم والقراءات تدريساً وسماعاً حتى انتقل إلى دار الكرامة صبيحة يوم الأربعاء لأربع عشر ليلة من ربيع الأول سنة 1204هـ أربع ومائتين وألف من الهجرة النبوية" أهـ منه بلفظه.
ومن جملة ما أوردناه من هذه النقول يتبين لنا أن الشيخ محمد الميهي الشافعي الأحمدي المترجم له كان عصره عصر والده الشيخ نور الدين المذكور وأنه في القرن الحادي عشر وأوائل الثاني عشر الهجريين ومن وقف على شرحه لتحفة الأطفال عرف مقدار الرجل فهو عالم جليل مقدم في فني التجويد

الصفحة 726