كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (اسم الجزء: 2)

المجاشعي في خمسة أيام وقرأ شهاب على مسلمة بن محارب المحاربي في تسعة أيام، وقرأ مسلمة على أبي الأسود الدؤلي على علي رضي الله عنه.
قال الحافظ ابن الجزري: وقراءته على أبي الأشهب عن أبي رجاء عن أبي موسى في غاية العلو. روى القراءة عنه خلق كثيرون منهم. زيد ابن أخيه أحمد وكعب بن إبراهيم وعمر السراج، وأبو بشر القطان، ومسلم بن سفيان المفسر وروح بن عبد المؤمن ومحمد بن المتوكل رويس ومحمد بن وهب الفزاوي وأبو حاتم السجستاني، وروح بن قرة، وأبو الفتح النحوي وأبو هاشم الرفاعي، وأبو عمر الدوري وغير هؤلاء كثير.
قال أبو حاتم السجستاني - عن يعقوب - هو أعلم من رأيت بالحروف والاختلاف في القرآن وعلله ومذاهبه ومذاهب النحو أروى الناس لحروف القرآن ولحديث الفقهاء.
وقال الداني: وائتم بيعقوب في اختياره عامة البصريين بعد أبي عمرو فهم أو أكثرهم على مذهبه قال: وقد سمعت طاهر بن غلبون يقول: إمام الجامع بالبصرة لا يقرأ إلا بقراءة يعقوب. قال ابن أبي حاتم سئل أحمد بن حنبل عنه فقال: صدوق وسئل عنه أبي فقال: صدوق.
قال الحافظ ابن الجزري: وكان يعقوب من أعلم أهل زمانه بالقرآن والنحو وغيره وأبوه وجده.
قال الأهوازي: أنشدني فيه أبو عبدون اللالكائي لنفسه:
أبوه من القراء كان وجدّه ... ويعقوب في القراء كالكوكب الدُّرِّي
تفرُّده محض الصواب ووجههُ ... فمن مثله في وقته وإلى الحشر
قال أبو القاسم الهذلي لم ير في زمن يعقوب مثله كان عالماً بالعربية ووجوهها والقرآن واختلافه فاضلاً تقيًّا ورعاً زاهداً، بلغ من زهده أنه سرق رداؤه عن كتفه وهو في الصلاة ولم يشعر ورد إليه ولم يشعر لشغله بالصلاة.
قال البخاري وغيره مات في ذي الحجة سنة خمس ومائتين وله ثمان وثمانون سنة ومات أبوه عن ثمان وثمانين سنة وكذلك جده وجد أبيه رحمهم الله تعالى. انتهى ملخصاً من غاية النهاية الجزء الثاني ص (386 - 389) تقدم.

الصفحة 740