كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري (اسم الجزء: 2)

وكان كثير التلاوة للقرآن الكريم في الصلاة وخارجها وكان يديم التهجد ويحيي ما بين صلاة المغرب والعشاء وما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس يحرص على صلاة الضحى وعلى تطبيق السنة في عبادته وفي أكله وشربه ونومه وكل تصرفاته، وكان دائم الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال في خلواته وجلواته إلى جانب تواضعه الجم لجلسائه ومحبيه لا يذكر أحداً إلا بخير.
وجَّهه والده أستاذ الأساتذة وشيخ الشيوخ في وقته إلى حفظ القرآن الكريم فحفظه على يد مقرئ الوقت الشيخ عبد السلام طريش بمدرسة زاوية أبي راوي بمدينة تاجوراء وبعد أن حفظ القرآن الكريم توجه مع أبيه وابن أخيه العلامة الشيخ الطاهر الغرياني إلى الحج وبعد الفراغ من أعمال الحج انتقل والده إلى رحمه الله بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع. وقد رجع المترجم له من الحج مع ابن أخيه إلى مدينة تاجوراء.
تلقي المترجم له العلم:
تلقى العلم أولاً على أخيه الأكبر العلامة الشيخ محمد علي الغرياني بتاجوراء فدرس عليه النحو والصرف والفقه والحديث الشريف وعلوم الآلة وفي هذه الأيام دارت رحا الحرب في ليبيا مع إيطاليا فاشترك المترجم له في الجهاد ضد الإيطاليين في معركة الهاني وهي معركة مشهورة انتصر فيها الليبيون.
ثم بعد ذلك التحق المترجم له بمدرسة ميزران مدرسة العلوم العربية والشرعية بطرابلس الغرب آنذاك فنهل من مناهلها وانتفع من علومها ورأى شيوخه فيه الطالب المجد والمؤمن الصالح فأحاطوه بعنايتهم وتوجيههم.
شيوخ المترجم له:
حضر العلم على شيوخ كثيرين منهم أخوه الأكبر الأستاذ الجليل الشيخ محمد علي الغرياني الكبير والعارف بالله تعالى الشيخ الضاوي "بالضاد

الصفحة 759