كتاب الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها

- مَن أراد الإنصاف؛ فَلْيَتوَهّمْ نفسه مكان خصْمِه، فإنه يَلُوح له وَجْهُ تَعَسُّفِهِ! 1.
- الغالب على الناس النفاق. ومِن العَجَبِ أنه لا يَجُوزُ2 -مع ذلك- عندهم إلا مَن نافقهم! 3.
- كَثْرةُ الرِّيَبِ تُعَلِّمُ صاحبها الكذب؛ لكثرة ضرورته إلى الاعتذار بالكذب؛ فَيَضْرى4 عليه ويستسهله! 5.
ب- مِن مواقفهم تجاه الأخلاق:
تتعدد مواقف الأسلاف تجاه الأخلاق، وفيها لطائف ودروس وعِبَرٌ، ومن مواقفهم ما يلي:
- قال عليّ بن المدينيّ: سمعتُ سفيان يقول: كان ابن عياش المَنْتُوف يقع في عمر بن ذرّ ويشتمه، فلقيه عمر، فقال: يا هذا لا تُفْرِط في شتمنا، وأَبقِ للصلح موضعاً، فإنا لا نكافئ مَن عصى الله فينا بأكثرَ من أن نطيع الله فيه6!.
- وسأل رجلٌ سفيان الثوري عن فضْل الصلاة في الصف الأول، فقال له: كِسْرتُكَ هذه التي تأكلها انظرْ مِن أين هي، وصَلِّ في الصف
__________
1 "الأخلاق والسير ... " 82.
2 أي لا يَرُوجُ عندهم.
3 "الأخلاق والسير ... " 81.
4 أي يتعود عليه.
5 "الأخلاق والسير ... " 82.
6 سير أعلام النبلاء، للذهبيّ تهذيبه: ص549.

الصفحة 34