كتاب الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها

* الخلافات مع الآخرين التي نحرص عليها حتى ولو كانت تلك الحقوق المزعومة على حساب الخُلق والدين!، ولْنستحضر ما أعدَّه الله تعالى لمَنْ أخبر عنهم في قوله: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ} 1.
* - وقوله تبارك وتعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً ... } 2 يُوجِّهنا إلى قاعدة عظيمة في باب الأخلاق والسلوك الشخصيّ، تلك هي طريقة المشي على الأرض، الطريقة التي تَبعُد بالإنسان عن الاستكبار في الأرض حينما يمشي مختالاً بمشيته بغير حق، إنها المشي هوناً! وإلى جانب ذلك قاعدة أخرى، هي: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} !! وما أعظم هذه القاعدة وما أشد أهميتها للسلامة في التعامل مع الآخرين، إنّ هذا أقصر الطرق وأسلمها لقطع حماقة الحمقى وجهالة الجاهلين! {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً} !!. وبالمقابل مخالفة هاتين القاعدتين من أعظم أسباب عدم السلامة؛ ذلك لأن من أوسعِ أبواب الشر الاستكبارَ على الناس، ومجاراةَ الجاهلين ومُمَاحَكَتَهم ومجادلتهم والتعامل معهم، لَكَ أن تتصوّر ما وراء تطبيق هاتين القاعدتين من الخير، وما وراء الإعراض عن تطبيقهما من الشر!.
* - وقوله تبارك وتعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ
__________
1 134: آل عمران: 3.
2 63: الفرقان: 25. ويُنظَر الآيات إلى آخر السورة وما تضمنته من صفات لعباد الرحمن الموصوفين بهذا الوصف الكريم.

الصفحة 43