كتاب الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها

وضدها، والسعادة والشقاء، وهي أن التغيير يبدأ من الإنسان ذاته، ومن داخل النفس ذاتها، وهي قاعدة يحتاجها الناس للتعامل بها مع أنفسهم والتعامل مع سواهم، ويحتاجها المربون والمصلحون، كي يسيروا على نهجها في أساليبهم وطرائقهم، فيأتوا الأمور من أبوابها!.
*- وقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} 1 يقرر قاعدة منهجية، ينبغي أن يسير عليها كل مسلم راغب في الخلق الفاضل وفي الخير بعامّةٍ، وهي أن يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقتدي به في كل شيء؛ لأنه هو المربي الكامل، وهو الأستاذ في الأخلاق والدين! إن التأسي بالرسول الكريم يستطيعه كل أحد، الكبير والصغير، والعالم والمتعلم والجاهل. وضمير الجمع في قوله سبحانه: {لَكُمْ} يتناول هؤلاء كلهم، ويشمل المسلمين جميعاً!.
*- وقوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} 2 هذه قاعدة أخلاقية إصلاحية عامّة، وهي أساسٌ لمن رام منهجاً للصلاح والإصلاح، ولمن رغب في اكتساب مكارم الأخلاق في الكبيرة والصغيرة. فاجتناب الهوى هو الطريق لدخول جنة المأوى! واتّباع الهوى طريق إلى النار وسخط الملك الجبار سبحانه! فما على من رغب في الخلق الفاضل، وفي الخير، وفي جنة الله
__________
1 21: الأحزاب: 33.
2 40-41: النازعات: 79.

الصفحة 45