كتاب الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها

يا أخي.. يا أخي! لا تكن لنعم الله على عباده مراقباً، وإنما كن لنفسك على نعم الله محاسباً، وكن لإخوانك محبِّاً لا حاسداً ولا حاقداً، وكن لنعم الله عليك شاكراً لا كافراً!.
* - قوله صلى الله عليه وسلم: "من سمّع سمّع الله به يوم القيامة، ومن شاقّ شقّ الله عليه يوم القيامة.. إن أول ما يُنتن من الإنسان بطنه فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيّباً فلْيفعل ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفٍ من دم أهراقه فليفعل" 1. يقرر ثلاثة أمور منهجية، يتعين على الإنسان تذكّرها والأخذ بها في حياته، لتستقيم له في الدنيا وفي الآخرة، وهذه الأمور هي:
الأول: أن الجزاء عند الله من جنس العمل،؛ فمن سمّع سمّع الله به يوم القيامة، ومن شاقّ شقّ اللهُ عليه يوم القيامة؛ فمَن كَرِه لنفسه هذا الجزاء يوم القيامة؛ فليَكره لها ما يوصِلُ إليه ولْيبتعد عن سببه.
الثاني: أن أول ما يُنتِن من الإنسان بطنه مهما أكل، فلْيكُنْ هذا سبباً للامتناع عن أكل الحرام، فما دام أن ذلك هو أسرع ما ينتن من الإنسان، ثم يَجري عليه الحساب؛ فلماذا تَقحُّم الحرام إذَنْ؟!.
الثالث: أن إهراق دم المسلم بغير حق يحول بين الإنسان وبين الجنة؛ فمن كَرِه أن يُحال بينه وبين الجنة فلْيبتعد عن الأسباب، ومنها: إهراق دم المسلم بغير حق.
__________
1 أخرجه البخاري، برقم: 6733، وأخرج مسلم الكلمة الأُولى، في الزهد والرقائق، رقم47و48 2986.

الصفحة 55