كتاب الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها

35- حين يَفْقد الإنسان الميزان الصحيح لتقويم الأشياء والحقائق فإنه يفخر بما لا فخر فيه -على مختلف مراحل عمره- حتى يكون آخر ما يفخر به في حال عجزه وكِبَرِه عصاه التي يتوكأ عليها!! إنه خطأ مؤسف حقاً!.. يدعو للتأمل والعجب والعبرة.
والعاقل من اعتبر بغيره.
36- من أشد الأخطاء خطراً خطأ المخلصين إذا نسبوه للدين، أو ارتكبوه على أنه من الدين، لأن صاحب الخطأ في هذه الحال يؤيد خطأه -جهلاً- بالدين أو بالكتاب والسنة. ولو أنه أخطأ فقط ولم يَدَّع أن فعله من الإسلام، أو لم يَحْمله الآخرون على أنه كذلك، لكان أخفَّ بكثير.
37- من الاستعداد لما يُنْتظر أو يتوقع في الغيب، بعد التوكل على الله، وأَخْذِ الأسباب المشروعة، توطينُ النفس على أسوأ الاحتمالات.. فإنّ ذلك مفيد جداً، لما فيه من التمهيد لقبول النفس لأقدار الله تعالى المؤلمة وتحمّلها.
ومن لا يوطن نفسه على ذلك فإنه لا يُقَدِّرُ -بعد الأخذ بالأسباب- إلا النجاح، وإلا الفوز وإلا السلامة، وإلا الظفر بما سعى له.. فإذا قدَّر الله عليه غير ما سعى له أو ظن أنه الخير فإنه ينتكس.. وتَمْرَضُ نفسه ... ولا يُسلِّم لقَدَرِ الله فتكون خسارته محققةً مؤلمة!.

الصفحة 69