كتاب الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها

الثمن، والله المستعان.
42- قد يتعلم العاقل في مدرسة الحياة بعض ما يبعث الله به الرسل إلى الناس، ويدعونهم إليه، ويقنعونهم به!
43- كن مع الناس كالنحل، الذي يقع على أحسن الزهور وأطهر الزروع؛ فيجتني منها ما يفيده، وما يخدم به الناس، ودع مساوءَهم وأخطاءهم، ولا تكن كالذباب، الذي يقع على أقذر الأشياء وينشرها في الناس ويؤذي بها الأحياء.
44- صِنْفٌ من الناس يصوِّب نظره إلى عنصر الخير في الناس ويتعامل معهم على أساسه، وينشره فيهم، فهو كالنحل الذي لا يقع إلا على الزهور والرياحين الزاكية النظيفة؛ فيجتني منها ما ينفعه وينفع الآخرين.
45- وصِنْفٌ آخر يصوِّب نظره إلى عنصر الشر في الناس وإلى الرذائل فيهم، ويتعامل معهم على أساسه، وينشره فيهم فيؤذي نفسه ويؤذي الآخرين، فهو كالذباب، الذي لا يقع إلا على أقذر الأشياء، وينشرها في الناس، ويؤذي بها الأحياء. فكن كالأول، تَسْعَدْ وتُسْعِدْ، ولا تكن كالثاني، تَشْقَ وتُشْقِ.
46- يظن الحسود والنمام والمغتاب والفاحش البذيء، يظن هؤلاء جميعاً أنهم ينتقمون من الآخرين وينسون أنهم إنما يُلْحِقون الضرر بأنفسهم في الدنيا قبل الآخرة وفي العاجل قبل الآجل؛ إذ يعود عليهم ذلك الصنيع بأمراض النفس والبدن، وعذاب الدنيا وعذاب الآخرة.

الصفحة 71