كتاب مكارم الأخلاق لابن عثيمين
صورة ظاهرة: وهي شكل خلقته التي جعل الله البدن عليه, وهذه الصورة الظاهرة منها جميل حسن, ومنها ما هو قبيح سيئ, منها ما بين ذلك.
وصورة باطنة: وهي حال للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال من خير أو شر, من غير حاجة إلى فكر وروية.
وهذه الصورة أيضاً منها ما هو حسن إذا كان الصادر عنها خلقاً حسناً, ومنها ما هو قبيح إذا كان الصادر عنها خلقاً سيئاً, وهذا ما يُعبر عنه بالخلق, فالخلق إذن هو الصورة الباطنة التي طبع الإنسان عليها.
والواجب على المسلم أن يتخلق بمكارم الأخلاق أي أطايبها, والكريم من كل شيء هو الطيب منه بحسب ذلك الشيء, ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "إياك وكرائم أموالهم" 1 حين أمره بأخذ بالزكاة من أهل اليمن.
فعلى الإنسان أن تكون سريرته كريمة, فيحب الكرم, والشجاعة, والحلم, والصبر ,أن يلاقي الناس بوجه طلق, وصدر منشرح, ونفس مطمئنة, فكل هذه الخصال من مكارم الأخلاق.
وقد قال الني صلى الله عليه وسلم: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً" 2, فينبغي أن يكون هذا الحديث دائماً نصب عين المؤمن, لأن الإنسان إذا علم بأنه لن يكون كامل الإيمان إلا إذا أحسن خلقه كان ذلك دافعاً له على التخلق بمكارم الأخلاق ومعالي الصفات وترك سفا سفها ورديئها.
__________
1 أخرجه البخاري رقم 1496كتاب الزكاة. ومسلم رقم 29 كتاب الإيمان.
2 أخرجه أبو داود رقم4682 كتاب السنة. والترمذي 1162 كتاب الرضاع وفيه زيادة: "خياركم خياركم لنسائهم" وأحمد في المسند 2/472 وهو في صحيح الجامع رقم1230, 1232
الصفحة 10
64