كتاب مكارم الأخلاق لابن عثيمين

بحرا1 أو إنه لبحر وكان فرساً يبطأ"2.
أما لينه وحسن خلقه: فقد كان صلى الله عليه وسلم لطيفا رحيما, فلم يكن فاحشا ولا متفحشاً3، ولا صخاباً في الأسواق, ولا يجزي السيئة بالسيئة, ولكن يعفو ويصفح4، قال أنس - رضي الله عنه-: "خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أف قط ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟ لي أف قط, ولا قال لي لشيء: لم فعلت كذا؟ وهلا فعلت كذا؟ "5.
__________
1 قوله: وجدنا بحرا: أي وجدوا الفردوس سريع الجري بعد أن كان يبطأ.
2 أخرجه البخاري رقم 2908 كتاب الجهاد والسير ورقم 6033 كتاب الأدب ومسلم رقم رقم48 كتاب الفضائل.
قال النووي في شرح صحيح مسلم 15, 67, 68:
وفيه فوائد: منها شجاعته صلى الله عليه وسلم من شدة عجلته في الخروج إلى العدو قبل الناس كلهم بحيث كشف الحال ورجع قبل وصول الناس. وفيه بيان عظيم بركته ومعجزته في انقلاب الفردوس سريعا بعد أن كان يبطأ وهو معنى قوله: وجدناه بحرا: أي واسع. أ.هـ.
3 لحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أخرجه البخاري رقم3559 كتاب المناقب. ورقم6029, 6035 كتاب الأدب. ومسلم رقم 68 كتاب الفضائل.
4 لحديث عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة فقال: أجل والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في الفرقان: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيراً} وحرزاً للأميين, أنت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاباً بالأسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة, ولكن يعفو ويغفر ... " أخرجه البخاري رقم 2125 كتاب البيوع ورقم 4838 كتاب التفسير
5 أخرجه البخاري رقم 6038 كتاب الأدب ومسلم رقم 51 كتاب الفضائل.

الصفحة 58