كتاب مكارم الأخلاق لابن عثيمين

وكان يمازح أصحابه ويخالطهم ويحادثهم, ويداعب صبيانهم, ويضعهم في حجره, وربما بال الصبي في حجره, فلا يعنف1.
وكان صلى الله عليه وسلم يجيب دعوة الحر والعبد, والغني والفقير, ويعود المريض في أقصى المدينة, ويقبل عذر المعتذر2 وكان يسمع بكاء الصبي وهو يصلي بالناس فيسرع في الصلاة مخافة أن تفتن أمه3.
و"كان يصلي وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولأبي العاص بن الربيع, فإذا قام حملها, وإذا سجد وضعها!! "4.
قال أبو بريده: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذا جاء الحسن والحسين
__________
1 فقد أتت أم قيس بنت محصن بابن لها لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجلسه صلى الله عليه وسلم في حجره فبال على ثوبه فدعا بماء فنضحه ولم يغسله أخرجه البخاري رقم 223 كتاب الوضوء. ومسلم رقم 104 كتاب الطهارة.
2 وهذا كله من تواضعه صلى الله عليه وسلم. قال ابن القيم في "مدارج السالكين" 2/310 عن تواضع النبي صلى الله عليه وسلم: "وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر على الصبيان فيسلم عليهم وكانت الأمة تأخذ بيده فتنطلق به حيث شاءت وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكل لعق أصابعه الثلاثة وكان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته في خدمة أهله ولم يكن ينتقم لنفسه قط وكان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويرفع ثوبه ويحلب الشاة لأهله ويعلف البعير ويأكل مع الخادم ويجالس المساكين ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما وبيدا من لقيه بالسلام ويجيب دعوة من دعاة ولو إلى أيسر شيء. وكان النبي صلى الله عليه وسلم هين المؤونة لين الخلق كريم الطبع جميل المعاشرة طلق الوجه بساما متواضعا من غير ذلة جواد من غير سرف رقيق القلب رحيما بكل مسلم خافض الجناح للمؤمنين لين الجانب لهم. أ. هـ.
3 أخرجه البخاري رقم707, 708, 709, 710 كتاب الأذان. ومسلم رقم 192 كتاب الصلاة.
4 أخرجه البخاري رقم516 كتاب الصلاة. ورقم 5996 كتاب الأدب. ومسلم رقم41,42,43 كتاب المساجد.

الصفحة 59