كتاب محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

المبحث الأول
مفهوم الغلو أصل الغلو في اللغة يطلق على مجاوزة الشيء حده الذي وضع له، سواء كان هذا الحد شرعيا أو عرفيا.
قال الراغب:
(الغلو تجاوز الحد، يقال ذلك إذا كان في السعر غلاء، وإذا كان في القدر " والمنزلة غلو، وفي السهم غلو، وأفعالها جميعا غلا يغلو.
قال تعالى: {لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] (¬1) والغلي والغليان يقال في القدر إذا طفحت، ومنه استعير قوله: {طَعَامُ الْأَثِيمِ - كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ - كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان: 44 - 46] (¬2) وبه شبه غليان الغضب والحرب، وتغالي النبت يصح أن يكون من الغلي، وأن يكون من الغلو. غلواء: تجاوز الحد في الجماح، وبه شبه غلواء الشباب) (¬3) وجاء في اللسان: (. . . وغلا في الدين والأمر يغلو غلوا: جاوز حده، وفي التنزيل
¬_________
(¬1) سورة النساء، آية (171) ، والمائدة، آية (77) .
(¬2) سورة الدخان، آية (44-46) .
(¬3) المفردات، ص364 - 365، مادة: غلا.

الصفحة 141