كتاب محبة الرسول بين الاتباع والابتداع

عبد الله - رضي الله عنه - قال: قلت يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم: " إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره، فجعل ذلك النور يدور في القدر حيث شاء الله، ولم يكن في ذلك الوقت لوح ولا قلم، ولا جنة ولا نار، ولا ملك، ولا سماء، ولا أرض، ولا شمس، ولا قمر، ولا جني، ولا إنسي، فلما أراد أن يخلق الخلق، قسم ذلك النور أربعة أجزاء:
1 - فخلق من الجزء الأول: القلم.
2 - ومن الثاني: اللوح.
3 - ومن الثالث: الجنة والنار.
4 - ثم قسم الرابع أربعة أجزاء:
(أ) فخلق من الأول: نور أبصار المؤمنين.
(ب) ومن الثاني: نور قلوبهم - وهو المعرفة بالله.
(ب) ومن الثالث: نور أنسهم - وهو التوحيد - لا إله إلا الله، محمد رسول الله. . . الحديث " (¬1) . .
ومما يسوقه الصوفية في هذا الباب ويعدونه حديثا قولهم: " إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد - صلى الله عليه وسلم - قبل خلق آدم بألفي عام وجعله في عمود أمام عرشه يسبح الله ويقدسه ثم خلق آدم - عليه الصلاة والسلام - من نور محمد - صلى الله عليه وسلم - وخلق نور النبيين - عليهم الصلاة والسلام - من نور آدم - عليه الصلاة والسلام - " (¬2) . .
وما ذكروه ليس حديثا إنما هو مجرد قول توارثوه وليس هناك ما يدل على ثبوته فلا أصل له.
¬_________
(¬1) كشف الخفاء ومزيل الألباس فيما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس، للشيح إسماعيل العجلوني، تصحيح أحمد القلاش، ط3، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1403 هـ، 1 / 113.
وهذا الحديث مكذوب لا أصل له ومنسوبا زورا إلى مصنف عبد الرزاق وليس فيه، ولا رواه عنه أحد من العلماء المعتد بهم كما أنه ليس موجودا في أي من كتب السنة المعتمدة. انظر: رسالة النور المحمدي، ص 46 - 53.
(¬2) نقله ابن الحاج في المدخل عن كتاب الدلالات لأبي عبد الرحمن الصقلي. انظر: المدخل للابن الحاج، دار الفكر، بيروت، 1401 هـ، 2 / 30.

الصفحة 183